شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“شيطان” السيسي يغنيه عن سؤال مؤيدي الانقلاب

“شيطان” السيسي يغنيه عن سؤال مؤيدي الانقلاب
  لأنه يحدد قراراته المصيرية بناء على أحلام "أوميجا" ورؤى السيف، وينقلب على شرعية رئيسه المنتخب ليصبح...

 

لأنه يحدد قراراته المصيرية بناء على أحلام "أوميجا" ورؤى السيف، وينقلب على شرعية رئيسه المنتخب ليصبح رئيسًا كما رأى نفسه رؤى النيام، فأنه شديد الولع بالأمثال الشعبية، وبخاصة المثل المصري القديم الذي يقول "حمارتك العرجة تغنيك عن سؤال اللئيم"، إلا أن قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي ليس لديه حمارة عرجاء، فقرر الاستعاضة عنها بالشيطان.

لجوء السيسي للشيطان لم يكن سهلًا، إذ أنه لم يرد اللجوء إلى أي شيطان، بل كرث وقته وجهده لاختيار الأكثر مهارة ودهاء ليمكنه من استكمال مشواره وما بدأه منذ يوم 3 يوليو بالإطاحة بأول رئيس مدني منتخب الدكتور محمد مرسي، وليحاول إحكام قبضته على مقاليد الأمور.

تعرف المصريون على أولى خطوات قائد الانقلاب، في اختيار "شيطان" يغنيه عن سؤال اللئيم من القوى السياسية والأجهزة الأمنية والاستخباراتية والحكومية التي ساندته في انقلابه، والتي قد تطلب منه حقها في "تقسيم التورتة"، من خلال تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، قالت فيه إن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وافق على أن يقدم استشارات للسيسي للإصلاحات الاقتصادية، كجزء من برنامج تموله الإمارات العربية المتحدة التي وعدت بتقديمها له.

 وقالت الصحيفة في التقرير، إن رئيس الوزراء السابق الذي أيد عزل مرسي، في "الانقلاب العسكري"، سوف يقوم بتقديم استشارات حول الاصلاح الاقتصادي بالتعاون مع فريق عمل تموله الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة.

وقوبل قرار بلير بتقديم استشارات للسيسي، بانتقادات عنيفة في بريطانيا وخاصة من داخل حزب العمل، الذي اعتبر أن "تورط بلير في نصح نظام قتل ما يزيد علي 2500 شخص وسجن ما يقرب من 20 ألف سوف يكون له آثار مدمرة عليه وعلى الحزب".

 وقالت الصحيفة إن بلير أصبح ذا نفوذ لدي السيسي في الكواليس، وأنه يعمل على الخطة الاقتصادية التي تمولها الإمارات، وبالنسبة إلية فإن الأمر يمثل معركة وجودية ضد الإسلاميين وفرصة عمل مغرية.

وما أن فشلت صفقة الاستعانة بتوني بلير، دخل السيسي في مفاوضات سريعة مع شيطان جديد، لم يكن بعيدًا عن دائرة الأول، وهو "أليستر كامبل"، والذي يعتبره المهتمين بالشأن الخارجي، الأكثر دهاءً وشيطنة بين أمثاله حول العالم.

فحين اجتاح توني بلير العراق بشراكة عسكرية أمريكية، كان يحتاج إلى من يغسل عنه دماء الأبرياء من المدنيين أولًا بأول، وكان يحتاج إلى من يكذب نيابة عنه أحيانًا، ومن يعيد صياغة وترتيب كذبه المسبق ليصبح أكثر قبولا أمام الدوائر التي كانت تريد أن تصدق أن غزو العراق دافعه نشر الديمقراطية وحماية العالم من شرور الاستبداد وصيانة النظام العالمي الذي يضع الحريات وحقوق الإنسان في مقدمة أولوياته.

 

وهنا سطع نجم الصحفي والإذاعي والكاتب أليستر كامبل الذي تولى مقاولة التنظيف الإعلامي لحكومة توني بلير في أحلك أيامها ووسط أغبى تصرفاتها وقراراتها في منصب مدير شؤون الإعلام والاستراتيجية.

وبدأ قائد الانقلاب مفاوضات مفتوحة مع أليستر كامبل، ليكون مستشارًا له للشؤون الخارجية في محاولة لتحسين صورته أمام دول العالم، والتي يلطخها دماء الآلاف من مؤيدي الشرعية.

ويعتبر السيسي أن اللجوء إلى المستشارين الأجانب أفضل له من "سؤال" الأجهزة والقوى السياسية "اللئيمة"، والتي تطالب منذ الإطاحة بالرئيس مرسي بحقها في التواجد داخل دائرة السلطة سواء في الخفاء أو العلن، كلٍ بدوره، الأمر الذي يرفضه قائد الانقلاب، والذي ركز عليه خلال لقاءاته التلفزيونية بعبارة "البلد ليها قيادة واحدة وهي أنا".



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023