قالت صحيفة "جيرزواليم بوست" أن مصر أدانت هجمات جيش الاحتلال الصهيوني علي "حماس" في قطاع غزة، بالرغم من أن الحقيقة الأقرب للصواب، هي أن سلطات الاحتلال تضرب الجماعة التي تتهمها مصر بالتورط في أعمال العنف التي تحدث علي أرضها.
وأضافت الصحيفة "في الحقيقة ربما تكون القاهرة مرتاحة لأن سلطات الاحتلال تنفذ هذه العملية لأنها لا يمكنها أن تفعل ذلك بنفسها".
ووتابعت: "مما يدل علي عداء مصر لحماس، هي أن مواثيقها الدولية تعتبرها فرع لجماعة "الإخوان المسلمين"، وهذا ما يجعل المعبر بين غزة وسيناء مغلق بالرغم من من الغارات الجوية القوية والمتزايدة علي القطاع"
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري، لم يفصح عن اسمه، لموقع "مدى مصر"، يوم الأربعاء الماضي، قوله بأن "القرار بغلق معبر رفح هو قرار سياسي وليس عسكري".
وأضاف المصدر "لا يوجد هناك خطر علي الحدود بين مصر وغزة "، مضيفًا أن الجيش واعي "لما يحدث للمواطنين في غزة"،
ومضت الصحيفة تقول "بعبارة أخري مصر علي دراية بمعاناة الشعب الفلسطيني في منطقة الحرب، وتهاوي حماس من قبل القوات الصهيونية المحتلة، لكنها اختارت أن لا تفضل الحركة الإسلامية بأي معروف، سوي ترك المهمة لسطات الاحتلال لمصارعة حماس حتي تكثف عملياتها عليها".
ووأشارت الصحيفة أنه منذ سيطرة قائد الانقلاب "عبدالفتاح السيسي" على البلاد، منذ الانقلاب على الرئيس الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين "محمد مرسي"، الصيف الماضي؛ وهو شرع في عملية شديدة ضد الإرهاب بالتزامن مع الحملة القاسية للحركات الإسلامية الثورية في معقلهم.
واستطردت: "دمرت مصرالعديد من الانفاق التي تربط مصر بغزة، مع القوي المحافظة علي وضعها الراهن بالإقليم مثل السعودية والكويت والأردن، ضد القوي الثورية الراديكالية التي تطمح في الإطاحة بالنظام"
ويعتقد "زفي مازل"، السفير السادس للكيان الصهيوني في "مصر" ويعمل حاليًا زميل مركز "جيرزاليم" للشئون العامة، أن قناة الاتصال بين "مصر" و"حماس" مفتوحة بالرغم من العداء بينهم.
وأشار أنه بالرغم من أن "مصر" حذرت أنشطة "حماس"، إلا أن "الجغرافيا تدفعهم للتواصل فيما يتعلق بـالقضايا الهامة مثل معبر رفح، الذي يفتح نادرًا"، لافتًا أن الاتصال يتم الآن من خلال المخابرات المصرية كما كان يحدث في الماضي.
وقال "مازل" أن مصر "ليست تستعجل إنهاء الصراع، حتى بالرغم من أنها دائما تخشي من نشوب صراع مسلح على أحد حدودها"، مضيفًا "لست مؤمنًا أن المصريين يدمعون وحماس تضرب من قبل الاحتلال".
واسترسل "مازن" أنه في حين أن حكومة "السيسي" تدين عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي، كانت حذرة من انتقاد "إسرائيل" بشدة.
ومضي يقول "لم يبد السيسي أي تعليقات أمام الجمهور، تشير إلي غزة، وإعلام الدولة ألتزم ضبط النفس لأقصي حد هو الأخر".
وأختتم حديثه في الأيام القادمة من المحتمل أن تشعر مصر بأنها مجبرة أن تكون أكثر فعالية من أجل أظهار تعاطفها مع "إخوانها في فلسطين"
وقال "شادي حامد"، مؤلف كتاب "إغراءات السلطة" وزميل مركز معهد "بروكينغز" في "سابان" لسياسة الشرق الأوسط، إن هناك تداخل كبير للمصالح بين نظام "السيسي" و"إسرائيل"، بالرغم أن كلا الجانبين لا يحب أن يقول ذلك، و كبداية "إسرائيل" دعمت إطاحة "السيسي" بالرئيس "مرسي"، حتى بالرغم من أن "مرسي" احترم معاهدة السلام، و "لم يقدم فعليًا دعم كبير لحماس".
وأشار أن القضية هنا ليست متعلقة بالسياسات بالقدر الكبير، لكنها قضية "ثقة"، ودولة الاحتلال لم تكن لتثق في أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين"، مضيفًا "إسرائيل ومصر الآن يروا الإخوان المسلمين تهديد وجودي".
واستكمل أنه بالإضافة أن كلا الدولتين تشتركان في هدق محاربة التمرد في "سيناء"، وبالرغم من أن عناصر من النظام المصري من المحتمل أن يتعاطفوا مع الهجوم الصهيوني ضد "حماس"، إلا أن التطورات في الأسابيع الماضية من المحتمل أن تعزز وجود "حماس" في قطاع "غزة"، وتعطيها شعبية جديدة بسبب صوت المقاومة، على النقيض من تعاون "عباس أبو مازن" رئيس السلطة الفلسطينة مع الاحتلال.
واختتم حامد تحليله "وبالتالي فإن الكثير من آمال العصف بحماس من الممكن أن تحبط" بعد أن تتضح نتائج الهجوم.