حذرت وسائل الإعلام التابعة للكيان الصهيوني، من تنامي ما وصفته بـ"الغضب في صفوف الفلسطينيين" ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على خلفية تصريحاته الأخيرة المناهضة للمقاومة الفلسطينية، وتمسكه بالتنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، رغم الاعتداءات التي تنفذها ضد الفلسطينيين على خلفية اختفاء ثلاثة مجندين إسرائيليين قبل نحو عشرة أيام.
وقالت تلك الصحف والمواقع الإلكترونية، في تقارير لها اليوم الأحد إن "محمود عباس يواصل إدانة عملية خطف الجنود الإسرائيليين متوعدا الجهة التي تقف وراء العملية ودعم التنسيق الأمني مع الاحتلال، وبالمقابل تلقى اليوم الأحد صفعة قوية من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي رفض دعوته لإدانة مقتل فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة على يد جيش الاحتلال".
وأشارت إلى تصاعد الأصوات داخل دولة الاحتلال الداعية إلى تخفيف الضغط على عباس لاستجلاب تصريحات منه مناوئة لعملية خطف الجنود بالخليل وتأييد التنسيق الأمني مع إسرائيل، والتي باتت تلقى ردة فعل سلبية في الشارع الفلسطيني وخصوصاً في الضفة الغربية وتظهره بصورة العميل والفاقد لشرعية شعبه".
وتناقلت وسائل اعلام الكيان الصهيوني اليوم الأحد، شريط فيديو وصفته بالخطير يظهر شبان فلسطينيين يلقون الحجارة على مركز يتبع للأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة رام الله، عقب انسحاب قوات من جيش الاحتلال من المكان وبالمقابل ردت قوات الأمن الفلسطينية بإطلاق النار لتفريق المتظاهرين، وانتهت الحادثة بعد تدخل من قوات الاحتلال.
وحذرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية من "حراك شعبي مناهض للسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بدا ظاهراً في الشارع الفلسطيني" وطالبت بتقليل الضغط على عباس "من أجل المحافظة على سلطته في الضفة الغربية من الانهيار خصوصاً في ظل حالة الاحتقان التي يعيشها الفلسطينيين على إثر العملية العسكرية الإسرائيلية للبحث عن الجنود المختطفين".
وكان عباس قد أدان عملية اختطاف المجندين الثلاثة الأربعاء الماضي، أمام وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة بالسعودية، وقال"المستوطنون المفقودون في الضفة الغربية هم بشر مثلنا، وعلينا أن نبحث عنهم ونعيدهم إلى عائلاتهم".
من جانبها ادعت صحيفة "هآرتس"أن عباس سعى إلى "التودد والاعتذار" إلى نتنياهو، خلال الأيام الماضية، إلا أن الإدانات المتكررة من قبل عباس لاختطاف المستوطنين الثلاثة، ومحاولته التقرب من إسرائيل، قوبلت برفض نتنياهو، والذي بدوره واصل بالتأكيد على مطلبه بإنهاء الاتفاق بين حركة "فتح" و "حماس".
وقالت "هآرتس" إنه "لا يوجد أي زعيم مسلم أو مسيحي أو يهودي قادر على احتمال هذه المهانة المتواصلة، وإبقاء يده ممدودة ومعلقة في الهواء طلبا للسلام"، مضيفة أن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي وصفوا تصريحات أبو مازن بأنها شجاعة ومثيرة، وخاصة لأنها تأتي على خلفية الأجواء الملتهبة في الشارع الفلسطيني".
ولاقت تصريحات عباس انتقادات من مختلف التيارات والقوى الفلسطينية، خاصة أنها جاءت في ظل من ما تشهده الضفة وغزة من تغول إسرائيلي، وحملات الاعتقالات والقتل بحق المواطنين الفلسطينيين، والتي أسفرت فجر اليوم الأحد عن استشهاد شابين في الضفة.
بدورها، هاجمت العضو العربي في البرلمان الإسرائيلي حنين زعبي، عباس بسبب تصريحاته الأخيرة، وقالت على القناة العبرية الثانية إن "عباس يمارس الخيانة بحق الشعب الفلسطيني عبر ما يسمى بالتنسيق الأمني" .
وأضافت زعبي "عباس يأمل من وراء هكذا تصريحات تثبيت حكمه في الضفة"، مشددة على أن التنسيق الأمني الذي يمارسه عباس عبارة عن "خيانة للشعب الفلسطيني" وفق ما ترى.
وهاجمت زعبي أيضاً الإعلام الإسرائيلي واتهمته بتجاهل مقتل فتيين فلسطينيين والتركيز فقط على المخطوفين كما لو أن القتلى ليسوا بشراً، منوهة إلى أن نتنياهو يستغل الحادثة للقضاء على حماس.
ولم تعلن حتى الآن أي جهة فلسطينية، مسؤوليتها عن خطف المجندين الإسرائيليين الثلاثة الذين فقدوا مساء الخميس (12 حزيران/يونيو)، إلا أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يصر على تحميل حركة "حماس" المسؤولية عن الاختفاء.
من جهتها قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" نقلاً عن مسؤول وصفته بالرفيع في مكتب نتنياهو قوله أن "عباس ينتظر دليل واضح بدون أدنى شك يثبت وقوف حماس خلف عملية خطف الجنود حتى يعلن رسمياً إلغاء اتفاق المصالحة وإقالة حكومة الوفاق الوطني".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي، بحسب الصحيفة، أن "اتفاق المصالحة غير مطبق وحكومة الوحدة لا تقوم بالمهام الموكلة لها"، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تنسجم مع تصريحات رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني التي جاء فيها أنه "في حال اتضح وقوف حماس خلف العملية سيكون لذلك تداعيات خطيرة وسيتم تفكيك الحكومة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني فلسطيني رفيع، أن أجهزة السلطة الفلسطينية تدرك أن "حماس" تقف خلف العملية "ولذلك هي تواصل اعتقال نشطاء الحركة والتحقيق معهم لأنها تدرك أهمية ذلك وما سيعود عليها من مصلحة"، كاشفاً عن اعتقال السلطة العشرات من عناصر "حماس" في سجونها للوصول إلى مكان المجندين المختطفين.