بدأ قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي تنفيذ تصريحاته بأنه المسئول عن "القيم والمبادئ والأخلاق والدين في مصر" بعد قرارته الأخيرة بالسيطرة على أموال الزكاة التي أتت كحلقة في سلسلة قرارات وزارة الأوقاف بالتحكم في الخطاب الديني في المساجد ومن يصعد المنبر والخطبة التي يقولها، وأن تكون الدعوة تحت سيطرته، وهو ما رآه خبراء "احتكارا للدين في مصر".
وقرر السيسي العمل على إغلاق الجمعيات الخيرية الإسلامية، عن طريق التحكم في جميع أموال الصدقة والزكاة، وأن يتخلص من هذه الجمعيات التي تخدم الشعب المصري.
ووافق السيسي على إنشاء "بيت الزكاة والصدقات المصري" كهيئة مستقلة تابعة للدولة يرعاها الأزهر، مشدداً على أهمية تزويده بآليات متكاملة تضمن من خلالها الدولة حسن إنفاق الأموال في المصارف الشرعية للزكاة.
وارجع محللون أن السيسي يسعي إلى السيطرة على الأموال التي تصل إلى الجمعيات الخيرية وأن يتحكم هو في أموال الزكاة.
"لسد عجز الموازنة"
وقال المحلل الاقتصادي أحمد ابراهيم: "يبدو أن القائمين على الحكم في مصر ينقبون عن أي أموال لسد عجز موازنة الدولة، ومواجهة شح الموارد بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية التي ضربت البلاد على مدار أكثر من ثلاث سنوات".
لكن وكيل مشيخة الأزهر، اعتبر في تصريحات صحفية أمس الأحد، أن "بيت الزكاة سيكون هيئة مستقلة يشرف عليها الأزهر، ولا تتبع أي جهة حكومية، تقوم بجمع الزكاة اختيارياً لتوزيعها على الفقراء والمستحقين الحقيقيين شرعاً".
وأوضح شومان، في تصريحات صح فية أمس الأحد، أنه "سيتم الإعلان عن إنشاء بيت الزكاة فور اعتماد مشروع قانون إنشائه رسمياً".
وأشار إلى أن "الفكرة ليست وليدة الأمس، وإنما هي فكرة موجودة منذ شهور، وتمت دراستها من خلال إجراء عدة جلسات".
من جانبه، سخر د. جمال نصار- رئيس منتدى السياسات والاستراتيجيات البديلة- من حكومة الانقلاب العسكري وقائده عبد الفتاح السيسي التي دعت الشعب المصري للتقشف في الوقت الذي زاد فيه أعضاء حكومة الانقلاب عن 36 وزارة، وميزانية الجيش زادت 30%، وراتب قائد الانقلاب 42000.
وأضاف عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك", "أما رغيف العيش أربع تربع! محدش منضار إلا الغلبان .. حسبي الله ونعم الوكيل".
توظيف الأموال
وسبق أن كشف مسئول في وزارة المالية في نوفمبر الماضي، لوكالة الأناضول أن الوزارة شكلت لجنة تضم ممثلين من وزارت المالية والتخطيط والأوقاف وخبراء، لإعداد دراسة شاملة عن كيفية استغلال أموال الزكاة وإدارة أصول هيئة الأوقاف، فيما نفت الحكومة هذه المعلومة في حينها.
وحسب المسئول في وزارة المالية: "هناك فتوى صدرت عن دار الافتاء العام الماضي تجيز توظيف أموال الزكاة والصدقات في مشروعات تدر عائداً اجتماعياً على البلاد".
وأبدى محمود العجمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، تخوفًا فما يتعلق بفكرة إنشاء بيت الزكاة، قائلا: "إنها ذات حدين يتحكم في جدواها طريقة التنفيذ".
وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول، أن "الفكرة تعود إلى عهد الخلفاء الراشدين عندما كانوا يجمعون الأموال في "بيت مال المسلمين"، الذي كان يجمع زكاوات المسلمين، ويصرفها في مصارفها الشرعية".
أزمة ثقة
وأوضح العجمي، أن "ثمة ثقة بين الشعب (الدافع للزكاة) وبين الحكومة أو جهة الأزهر (المتلقية للزكاوات)، هي المسيطرة والمتحكمة في مدى نجاح الفكرة من عدمه، وهو ما يتطلب أن ترفع الحكومة يدها تمامًا عن الفكرة، وتتولاها مؤسسة الأزهر منفردة".
وحسب مسئول بارز في إحدى الجمعيات الخيرية العاملة في مصر، فإن الحكومة تريد أن تضع يدها على أي أموال مخصصة للعمل الخيري بدعوى استغلال هذه الأموال سياسياً.
"اشتغالة إعلامية"
وسخر الشيخ عصام تليمة – الداعية الإسلامي وعضو اتحاد علماء المسلمين – من إعلان قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي عن إنشاء بيت للزكاة.
وقال تليمة – في تدوينه له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" :"بيت الزكاة الذي أمر السيسي بإنشائه تابعا للأزهر، دي اشتغاله إعلامية، بيت الزكاة موجود في مصر منذ 30 عامًا يتبع بنك ناصر، الانقلاب يظن أنه يخاطب شعبا عنده زهايمر".