قالت صحيفة الهافينجتون بوست الأمريكية إن الاحتفال خيم علي المشهد خارج العديد من لجان الاقتراع في أول أيام التصويت وأصطف الناس للإدلاء بأصواتهم لرئيس جديد للبلاد وهم يهتفون ويغنون الأغاني في دعم قائد القوات المسلحة الأسبق عبد الفتاح السيسي مشيرة أن طائرات الجيش كانت تحلق علي ارتفاع منخفض في السماء كما تواجد الجنود المسلحين بالأسلحة الثقيلة لحماية الصفوف.
وأضافت أن السيسي الذي قاد البلاد منذ الإطاحة بالرئيس المنتخب انتخاب ديمقراطي محمد مرسي يوليو الماضي من المتوقع أن يفوز بعد يومين من الانتخابات بأغلبية ساحقة، لكن العديد من المصريين مقاطعون للانتخابات بشكل كامل أو يظهرون اللامبالاة العميقة فما يتعلق بنسب التصويت التي يقولون أنه يمكن التنبؤ بها.
وأشارت أن بخلاف من يدعمون مرسي ويقاطعون الانتخابات هناك العديد من العلمانيين أيضا قالوا إنهم فقدوا ثقتهم في صناديق الاقتراع.
وقالت داليا شكري،29 عام، والتي شاركت في ثورة 2011 للإطاحة بالديكتاتور الذي ظل في الحكم طويلا حسني مبارك، " انا لا أري كيف لي أن اهتم بالانتخابات ، فالدولة أعدت كل شىء مسبقًا ليبدوا وكأنه ديمقراطي فكل فرد علي قناعة بذلك ".
وأوضحت الصحيفة أنه في حين أن شكري ليست من مؤيدي محمد مرسي وهي تصف حكمه جملة بأنه غير مجدي إلا أنا قالت أنها لا تتطيق السيسي الذي يقول الكثير أنه سيكون الديكتاتور القادم للبلاد مشيرة إنها بالضبط نفس السلطة التي تظاهرات ضدها في ميدان التحرير منذ 3 أعوام.
وقال زوج شكري محمد وهبي –طبيب ، 31 عام- أن أغلب أصدقائه اختاروا عدم التصويت . " نحن نحتاج إعادة هيكلة بشكل كامل للتسلسل الهرمي للحكومة. " وتابع : السيسي تسلم البلاد علي طبق من فضة"
ومضت الصحيفة تقول : "منذ الإطاحة بمرسي الصيف الماضي وعشرات الآلاف من الشعب بما فيهم الصحفيين والأكاديميين والناشطين الثورين من ذوي الطاقات العالية وضعوا في السجون والآلاف منهم قتلوا، والآن أصبح التظاهر غير قانوني بدون تصريح من الحكومة، لكن القاعدة الكبيرة من داعمي السيسي يقولون أن هذا القانون الصارم هو بالفعل ما تحتاجه مصر لإصلاح الاقتصاد المتهالك وأزمات الطاقة وكبح جماح الهجمات اليومية بالقرب من المباني الأمنية والضباط ".
وتابعت: "السيسي لم يظهر في مسيرات رسمية كمقدمة للانتخابات لكن الملصقات والدعاية التي تظهر وجهه انتشرت في كل مناطق العاصمة، وتم بيع أكواب وقبعات وأقلام وأعلام وعبوات شوكلاته مرسوم عليها صورة السيسي ، في حين أن أدوات منافسه اليساري حمدين صباحي كانت قليلة مقارنة به.
وأضافت: "لا زال العديد يشعرون أن البلاد فقط تتراجع لنفس السلطة التي كانت سبب في اشعال شرارة الربيع العربي" .
وقال الناشط أحمد بدوي الذي يعمل في الأكاديمة الديمقراطية المصرية، وهي منظمة غير حكومية مقرها القاهرة أن السيسي لا يمثل شىء أقل من كونه حاكم فاشي.
وقد تم إلقاء القبض علي بدوي وضربه لنشره منشورات تحض المصريين علي التصويت بلا قبيل ذهاب المصريين للاستفتاء في يناير الماضي علي الدستور المدعوم من الحكومة الي يساندها العسكر وقال أن غير مهتم بالتصويت هذه المرة.
وأضاف أنه أن لا يري أي انتخابات وأنه فقط يري تتويج لديكتاتور جديد وحتي لو أراد التصويت فبطاقة الرقم القومي اخذت منه أثناء الاعتقال وغير قادر علي استخراج واحدة جديدة.
وبحسب الصحيفة لعبت وسائل الإعلام المصرية علي النغمة الوطنية في رسم صورة المنقذ للسيسي مشيرة أن أعمدة الصحف مدحت رجولته ، ووصمت محطات التلفزيون مقاطعي الانتخابات بالخونة .
وعلقت سيدة تدعي سارة بشكل ساخر، وهي تعمل في قطاع التطوير، وقد وافقت علي الحديث دون ذكر اسمها بشكل كامل خوفًا من الملاحقة الأمنية : إنه شخصية الأب ، المنقذ، الفارس بدرع لامع " وأضافت : السيسي لا يحتاج لشرح موقفه من القضايا المختلفة ، الناس تعبده فأنا لن أغير كثيرًا إذا ذهب للتصويت "
وبدلا من ذلك قالت سارة أنها تركز طاقتها علي المشاركة في حملات علي مستوي القاعدة لمحاولة تغيير الظلم الراسخ في البلاد منذ فترة طويلة .
واختتمت: لا ينبغي علي الشعب أن يعتمد علي الطلقة السحرية أو الشخص الذي سيجعل كل شىء علي ما يرام ، هناك حاجة للأمن لكن هذا علي وجه التحديد ظل مشكلة علي مدار الـ30 عام الماضية فهناك أولويات فوق أولويات الشعب ، فنحن لم نتعلم الدرس بعد ."
