يحاول الانقلاب العسكري في مصر منذ يومه الاول شرعنة وجوده محليا واقليميا ودوليا غير أنه لم يحقق إلي الآن هذه المعادلة ولا جزء منها ،فمحليا تزداد المظاهرات الرافضة للانقلاب يوما بعد يوم واقليميا ورغم دعم عدد من الدول العربية وعلي رأسها دول الامارات والمملكة العربية السعودية والكويت إلا أنه ما تزال هناك دول عربية رافضة لهذا الانقلاب وعلي رأسها قطر ودوليا برغم عدم تسميته بمسماه الحقيقي"انقلاب" إلا أنه ما تزال دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا غير معترفة بشرعية وجوده رسميا .
روسيا تدعم الانقلاب
كعادة مواقفها المؤيده للنظم الديكتاتورية والتي تتوافق مع مصالحها دعمت روسيا الانقلاب العسكري ليس من خلال موقف رسمي واضح لكن من خلال زيارات عديدة جرت بين الجانب المصري منها الزيارة التي قام بها المشير السيسي قائد الانقلاب لروسيا في فبراير الماضي ووقعت خلالها اتفاقات عسكرية بين الجانبين.
وكشف مصدر عربي مقيم في العاصمة الروسية موسكو في تصريحات صحفية أسباب الموقف الروسي مما يجري في المنطقة وشرح الأسباب الحقيقية وراء الحماس الروسي لدعم الانقلاب العسكري في مصر، مشيراً الى أن لدى روسيا مخاوف من الاسلام السياسي أكثر من غيرها، وحتى أكثر من اسرائيل نفسها التي تمثل العدو التقليدي للاسلاميين.
وقال المصدر، وهو خبير في الشؤون الروسية، إن الدراسات والاحصاءات في البلاد تشير الى ارتفاع كبير في أعداد المسلمين،وان موسكو ترى في المد الاسلامي بالمنطقة العربية خطراً عليها، حيث تخشى من أن قيام أنظمة اسلامية، خاصة اذا كان على رأسها الاخوان المسلمون الذين يتواجدون في روسيا، تخشى أن يمثل داعماً كبيراً للمسلمين الروس، والذين يمكن أن يتحول نشاطهم من الدين الى السياسة، ومن ثم ينتقلون الى المشاركة في دوائر صنع القرار، وهو ما يعني أن هوية روسيا ستصبح مهددة من وجهة نظر القوى التقليدية فيها.
وبحسب الخبير فان هذه المخاوف تلعب دوراً كبيراً في الموقف الروسي ليس فقط من مصر، وانما ايضاً من سوريا التي تخشى موسكو من قيام نظام اسلامي فيها، حيث اتخذت موقفها هذا من الثورة السورية في أعقاب بروز القوى الاسلامية في كل من تونس ومصر، ما جعلها تشعر بأن البديل بعد انهيار نظام الأسد سوف يكون نظاماً اسلامياً.
يذكر أن روسيا تمثل الداعم الأكبر للنظام في سوريا منذ الشهور الأولى لبدء الثورة، ثم أصبحت الداعم الأكبر أيضاً للانقلاب العسكري في مصر ، فيما يدور الحديث عن أنها ستبيع أسلحة لمصر بقيمة 15 مليار دولار.
محسوب:روسيا تدعم الانقلاب لشراءة أسلحة
كشف الدكتور محمد محسوب وزير الدولة للمجالس النيابية الأسبق والقيادي بحزب الوسط عن أسباب التعاون بين الحكومة التي جاءت بعد الانقلاب العسكري وروسيا.
وقال محسوب عبر صفحته الشخصية علي موقع "فيسبوك"نوفمبر الماضي : "ترحيب انقلابي بزيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر أملا في أن تسهم الزيارة في تحسين الوضع الدولي للانقلاب ولتعويض النقص في أسلحة مواجهة المظاهرات السلمية بعد تردد أوربا وأمريكا في توريدها".
وأشار إلى أن الانقلابيين لا يفكرون كثيرا في استقلال الدولة المصرية أو في السيادة الوطنية، فهم يسلمون للدب الروسي بأطماعه في إيجاد بدائل لمنافذه البحرية في البحر المتوسط بعد أن أصبحت قاعدته في سوريا مهددة بسبب الثورة.
وتابع: "جاء الروس وهم يطمعون في قاعدة عسكرية بأحد المواني المصرية.. والانقلابيون لا يفكرون إلا في ترسيخ وجودهم في الحكم أيا كان الثمن ولو كان استقلال الدولة أو الخصم من السيادة".
الدول العربية مابين دعم ومعارض للانقلاب
جاء علي رأس الدول العربية الداعمة للانقلاب العسكري في مصر منذ يومه الأول الأمارات والمملكه العربية والكويت الذين قدموا دعم مالي للانقلاب يقدر ب13مليار دولار إضافة للمواقف الرسمية من قبل هذه الدول التي عبرت عن تأييدها لما سمته الثورة في مصر .
تونس تطالب بعودة الشرعية
في يوليو الماضي رفض الرئيس التونسي المؤقت، المنصف المرزوقي، ما يجري على الساحة المصرية، واصفا عزل الرئيس محمد مرسي بأنه "انقلاب"، محذرا من أن يؤدي الوضع إلى "اتساع دائرة العنف." في حين نددت حركة النهضة التي تعتنق فكر الإخوان بما يجري، قائلة إن الشرعية في مصر "واحدة" يمثلها مرسي.
وقال المرزوقي، إن "تدخل المؤسسة العسكرية المصرية بالشأن السياسي المباشر وفي سير المؤسسات المدنية أمر مرفوض دوليا" وأضاف في تصريحات نقلها التلفزيون الوطني أن من شأن ذلك أن "يفاقم الأزمة السياسية وذلك بتوسيع دائرة العنف والتطرف الذي قد يتغذى مما حصل إذا لم تقع إعادة المسار الديموقراطي إلى سكته بأسرع وقت."
أما حركة النهضة، فقد أصدرت بيانا باسم زعميها راشد الغنوشي جاء فيه: "أمام التطورات الأخيرة التي شهدها الوضع المصري والمتمثلة في اقالة الرئيس محمد مرسي في انقلاب واضح على الشرعية متمثلة في أول رئيس منتخب في تاريخ مصر فإن حركة النهضة ترفض ما حدث من انقلاب سافر وتؤكد أن الشرعية في مصر واحدة ويمثلها الرئيس محمد مرسي دون سواه."
قطر ترفض الإعتراف بالإنقلاب فى مصر
في مارس الماضي قررت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر بسبب ما ادعته هذه الدول في بيان لها “عدم التزام قطر بمقررات تم التوافق عليها سابقا”،وقال البين أن قطر خالفت الاتفاق الذي ينص على عدم تدخل أي دولة في شؤون دول المجلس الأخرى، وعلى التعاون الأمني بين الدول الأعضاء، وعدم دعم "الإعلام العدائي".
يذكر أن قناة الجزيرة التي تبث من قطر تعارض الانقلاب العسكري في مصر وتدعم الشرعية وهو ما دعي هذه الدول الضغط علي قطر لتغيير مواقفها وموقف القناة من خلال سحب السفراء.
وفي بداية ابريل الجاري رفضت قطر بشكل نهائي طلب الانتربول المصري بتسليم أكثر من عشرين قيادي من جماعة الاخوان وأبرزهم وزير الاستثمار الأسبق يحيي حامد وطارق الزمر وعاصم عبد الماجد ومحمود عزت المرشد المؤقت لجماعة الإخوان".
تركيا تشجب أفعال الانقلاب
وأعلنت تركيا عدم الاعتراف بشرعية النظام الانقلابي في مصر وقال وزير الخارجية "أحمد داود أوغلو" إن عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي"غير مقبول"، ووصف ما قام به الجيش بأنه انقلاب عسكري.
وفى اطار التداعيات استدعت تركيا سفيرها في مصر من أجل التشاور، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية التركية وذلك احتجاجا على فض قوات الأمن المصرية بالقوة المظاهرات والاعتصامات المؤيدة للرئيس محمد مرسي.
وطالب الرئيس التركي عبدالله جول مصر بالإفراج عن الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي وغيره من السياسيين الذين تم اعتقالهم خلال الانقلاب العسكري.
وأوضح الرئيس التركي أن مصر اليوم تمر بعملية حساسة من شأنها أن تحدد ليس فقط مستقبل البلاد، بل أيضا مصير الديمقراطيات الناشئة بعد الربيع العربي، موضحا أنه بالنسبة لتركيا، أن الانقلاب كان انحراف واضح عن التقدم الديمقراطي، وكان يمكن تفادي هذا الوضع المؤسف.
الجزء الثاني