يقابل ضيوفه في أماكن غامضة، لن يقدم أوراقه بنفسه ، لا يخرج للقاء الجماهير في الأماكن العامة، حول منزله ومقره إلى ثكنة عسكرية ، فماذايخشى؟؟ ومم يخاف ؟؟.
عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري في ٣ يوليو الماضي أعلن منذ بدء انقلابه وفي عدة مناسبات عن مدى حبه للشعب المصري واعتزازه به وقال قولته الشهيرة التي ذهبت مثلا " انتوا مش عارفين إنكم نور عنينا ولا إيه".
وبعدها، أعلن عن ترشحه للرئاسة لكي يثبت مدى حبه وإخلاصه لمن وصفهم بأنهم نور عينيه، ولكن ما يثير التعجب أن المرشح المحتمل الذي يذوب عشقا لمحبيه لا يخرج للقائهم في أماكن معروفة أو عامة، بل يقابل بعضا منهم في أماكن غامضة مجهولة لا يعرف أحد عنها شيئا ولربما تم عصب أعين الزائرين أيضا حفاظا على سرية المكان.
ثم يكتفي بنشر صور حالمة له في حديقة فيللا فخمة وكأنه يقول لمحبيه" هاأنذا،، أترون مقدار حبي لكم".
وحين يطالبه بعض أتباعه بالخروج للقاء الجماهير ومعرفة مشاكلهم "فأنت مرشح رئاسي ولابد أن يراك الناس" يخرج ليتريض بدراجته الفاخرة وبذلته الفخمة في شارع مغلق لا يوجد به أي أحد من المارة ولا توجد به سيارات ، شارع مقفر ، وفجأة يظهر عدد من المارة مع الكاميرات ويبدؤون في التقاط الصور للزعيم المحب المبجل ويمطرونه بوابل من الدعوات والتبريكات، وتتطاير الصور إلى جميع وسائل الإعلام عن الزعيم المتواضع الذي يخرج لمقابلة الجماهير.
وتبدأ التساؤلات تتناثر هنا وهناك، لماذا لا يظهر " المرشح الرئاسي المحتمل " ليتحدث إلى "نور عينيه" ؟ لماذا لا يخرج في مقابلة تليفزيونية مباشرة ليقابل بأسئلة مباشرة مثلما حدث سابقا مع مرشحي الرئاسة في الانتخابات السابقة؟ هل يخشى الحديث المباشر دون تجهيزات سابقة؟ هل يخشى لقاء الجماهير ولذلك لا يخرج في أماكن عامة؟.
أين حملة السيسي ، بل أين السيسي نفسه يلح السؤال مع اقتراب موعد الانتخابات ، بحسب مخرج سينمائي عضو فيها فإن حملة ترشيح السيسي ستكون الأكبر في تاريخ مصر أين؟ومتى؟؟
لا يسعف الجواب أحدا فحتى وجوه القائمين على الحملة لا يراها الشعب المصري ، وبعد بحث وصلت صحيفة مصرية إلى موقع الحملة شبه السري الذي يقع في التجمع الخامس ووصفته بأنه ثكنة عسكرية تحميها شركة أمن خاصة يحوطها مسلحون برشاشات آلية ، الدخول بالتفتيش وبمواعيد مسبقة حتى للأعضاء .
والسؤال الأهم يبقى عما يحول بين المشير وبين الناس فهو حتى الآن لم يظهر في أي حوار مفتوح أو مناظرة أو خطاب خارج بيئته العسكرية، مما يدفع كثيرين للتساؤل عن سعة مداركه وقدراته بما يتجاوز النبرة العاطفية والصوت الخفيض و "أنتم نور عنينا ".