فارق " أسامة علي " الطفل البالغ من العمر 14 عامًا الحياة أمام استاد جامعة المنصورة ليلحق بركاب ثورة يناير فى ذكراها الثالثة، ويترك أبويه وسط نيران فراقه وملامح الطفولة لم تفارق وجهه بعد.
بالرغم من صغر سنه إلا أنه كان دائمًا المشاركة فى التظاهرات والفاعليات الرافضة للانقلاب العسكري, فمنذ عزل محمد مرسى وهو يخرج للتظاهرات كما أنه كان موفقًا دراسيًا فكان طالب ثانوى متفوقًا بشهادة أساتذته وزملائه فضلا عن طيب خلقه ودماثة أخلاقه .
أسامة ترتيبه الثالث بين أخوته فله من الأشقاء ثلاثة أولاد كان أقربهم له محمد الذى يكبره بعامين، فكانا مرتبطان ببعضهما البعض لتقارب سنهما ،وكانا دائمين المشاركة بالتظاهرات.
أسامة قام بوضع صورة على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعى " الفيس بوك " قبل استشهاده بيوم مدون بها "احتمال بكرة أكون شهيد فسامحونى "،فأعطاه الله ما تمنى ونوله الشهادة".
تحولت جنازة الشهيد اسامة إلى تظاهرة ردد خلالها المشيعون الهتافات المناهضة للسلطة ، وسط دموع أقاربه وأصدقائه الذين شهدوا له بحسن الخلق.
الجدير بالذكر أن أسامه قد استشهد الطفل اثناء اشتباكات قد اندلعت بمحيط ستاد جامعة المنصورة فى الذكرى الثالثة لثورة يناير، حيث قام المتظاهرون واسامه من بينهم برفع إشارات رابعة وترديد هتافات معادية لقوات الجيش والشرطة ،فنشبت بينهم وبين معارضيهم إشتباكات تراشق خلالها الطرفان بالطوب والحجارة ،وتدخلت قوات الأمن لتفريق المحتجين وسادت حالة من الكر والفر بالشوارع الجانبية.
وأكد شهود عيان سماع دوى طلقات رصاص مما أسفر عن سقوط الفقيد ،وأعلنت جماعة الإخوان أن قوات الأمن المكلفة بحماية منزل المستشار "حسين قنديل" عضو هيئة اليمين بمحاكمة محمد مرسى الرئيس المختطف هى التى أطلقت الرصاص .
وأفاد التقرير الطبى الصادر من مستشفى المنصورة الدولى أن المستشفى استقبل المتوفى جثة هامدة بعد إصابته بطلق نارى بمنتصف الرقبة من الأمام قطره 4 سم، فضلا عن إصابته بنزيف من الأنف ولا يوجد نبض أو ضغط.
ولم يقف أصدقائه من اعضاء أولتراس ربعاوي عن استكمال ثورتهم ضد الانقلاب وقاموا برسم جرافيتي للشهيد أسامه علي الجدران بقرية أويش الحجر ، وذلك تخليدا لذكراه ، حتى ينعم الله على قلوب محبيه بالقصاص العادل وعودة الشرعيه .
