حقق منتخب لبنان إنجازاً تاريخياً ببلوغه الدور الرابع للمرة الأولى في تاريخه رغم خسارته أمام نظيره الإماراتي 2-4 اليوم الأربعاء في ستاد آل نهيان في أبوظبي ضمن الجولة السادسة الأخيرة من منافسات المجموعة الآسيوية الثانية المؤهلة لمونديال 2014 في البرازيل.
وتأهل لبنان بعدما احتل المركز الثاني برصيد 10 نقاط خلف كوريا الجنوبية التي بقيت في الصدارة برصيد 13 نقطة بعد فوزها على الكويت 2-صفر اليوم أيضاً.
من جهتها، حققت الإمارات فوزها الأول في التصفيات بعد 5 هزائم متتالية وبقيت أخيرة بثلاث نقاط.
سجل للإمارات بشير سعيد (20 و79) وعلي الوهيبي (38) واسماعيل مطر (69)، وللبنان محمود العلي (24) وحسن معتوق (45).
الإمارات لعبت بلا ضغط
ولم يقدم المنتخب اللبناني الذي آزره جمهور كبير المستوى المتوقع منه بعد النتائج اللافتة التي حققها في المباريات الأخيرة من التصفيات عندما هزم الإمارات وكوريا الجنوبية في بيروت 3-1 و2-1 على التوالي والكويت في الكويت 1-صفر.
كان منتخب الإمارات الطرف الأفضل والمبادر لصنع الخطورة الأولى بعد عرضية من يوسف جابر تطاول لها المدافع المتقدم بشير سعيد برأسه إلى جانب القائم (15).
تابعت الإمارات خطورتها وسط أخطاء عدة ارتكبها المنتخب اللبناني واستغل إحداها أصحاب الأرض ليفتتحوا التسجيل بعد ركلة حرة بعيدة نسبياً سددها بشير سعيد أخطأ الحارس عباس حسن في تقديرها لتتابع طريقها إلى مرماه (20).
وكان عباس حسن المحترف في صفوف ترليبورغ السويدي يخوض مباراته الرسمية الأولى، وحل مكان زياد الصمد الذي لعب المباريات السابقة إذ فضل المدرب الألماني ثيو بوكير عدم الدفع به.
وسرعان ما أدرك لبنان التعادل بعد تمريرة من عباس عطوي إنفرد على أثرها محمود العلي وسدد الكرة بعيداً عن متناول حارس مرمى الإمارات علي خصيف (24).
تعرض لبنان لضربة قوية بعدما تبين عدم قدرة العلي على إكمال المباراة بسبب الإصابة ليدفع بوكير بأكرم المغربي بديلا له (25).
عادت الإمارات للتقدم مجدداً بعد تمريرة من اسماعيل مطر تابعها علي الوهيبي البعيد عن الرقابة في المرمى (38).
ورد لبنان بهدف التعادل مع نهاية الشوط الأول إثر مجهود فردي رائع لأحمد زريق قبل أن يرسل عرضية وصلت إلى حسن معتوق سددها زاحفة في مرمى خصيف (45).
حسم إماراتي
هدأ إيقاع المباراة في الشوط الثاني وأصبح الأداء أكثر حذراً من الطرفين، ودفع بوكير بعلي السعدي بديلاً لوليد اسماعيل لوقف الخطورة الإماراتية على الجهة اليمنى (60).
وسجل اسماعيل مطر الهدف الثالث للإمارات بعد ركلة حرة سددها من بعد 30 متراً رائعة سكنت مرمى عباس حسن الذي لم يراها إلا وهي تعانق شباكه (69).
وأضاف بشير سعيد الهدف الرابع للإمارات والثاني الشخصي له عندما تلقى ركلة حرة من اسماعيل مطر سددها وارتدت من احد المدافعين ليعيدها مجدداً قوية أرضية حاول عباس حسن ابعادها دون أن ينجح في ذلك (79).
كوريا في الصدارة
وفي المباراة الأخرى من المجموعة ذاتها فشل منتخب الكويت في بلوغ الدور الرابع بعد سقوطه أمام مضيفه الكوري الجنوبي صفر-2 في سيول.
وسجل لي دونغ غوك (66) ولي كيون هو (72) الهدفين.
ولم تستغل الكويت التي كانت تحتاج إلى الفوز وحده للتأهل، سقوط لبنان أمام الإمارات فذهبت البطاقة الأولى إلى كوريا الجنوبية المتصدرة.
بدأت المباراة بسيطرة كويتية مطلقة، ولاحت للـ "الأزرق" فرصة التقدم منذ الدقيقة الثانية إثر تسديدة قوية لفهد الأنصاري توّج بها هجمة منظمة بدأت من بدر المطوع الذي مرر الكرة إلى وليد علي ومنه إلى طلال نايف الذي هيأ الكرة للأنصاري سددها في يدي الحارس الكوري الجنوبي.
وفي الدقيقة الرابعة، حَرَمَ الحكم "الأزرق" من ركلة جزاء صحيحة بعد أن تعرض المطوع للعرقلة داخل المنطقة، لا بل أشهر البطاقة الصفراء في وجه اللاعب الكويتي معتبراً بأنه حاول إدعاء التعرض للخطأ.
وتواصل ضغط منتخب الكويت في مقابل انكماش كوري جنوبي، ما سمح للاعبيه بالتسديد المريح من مسافات بعيدة، ولولا يقظة الحارس لكانت تسديدة وليد علي استقرت في الشباك (7).
وانتظر الكوريون حتى الدقيقة العاشرة للوصول إلى منطقة الجزاء الكويتية للمرة الأولى وذلك بعد ارتباك بين مساعد ندا ويعقوب الطاهر، لكن طلال نايف تدخل في الوقت المناسب وأبعد الكرة إلى ركنية، كانت الأولى لأصحاب الأرض بيد أنها لم تشكل أية خطورة على مرمى الحارس نواف الخالدي.
وتبادل يوسف ناصر وفهد العنزي التسديدات على مرمى كوريا الجنوبية في الدقائق 15 و17 و19 و23.
وكانت أخطر فرصة للمنتخب الكوري الذي لم يأخذ المبادرة بتاتا في هذا الشوط في الدقيقة 28 عندما انفرد هانغ سونغ بالحارس وسدد كرة مرت بموازاة خط المرمى الى خارج الملعب.
وقاد فهد العنزي هجمة من الناحية اليمنى في الدقيقة 31 وصل على أثرها إلى مشارف المنطقة الكورية الجنوبية ثم مرر الكرة إلى المطوع الذي سددها قوية أبعدها الحارس إلى ركنية لم تثمر.
وفي الدقيقة 33 لاحت فرصة للكوريين من هجمة مرتدة لكن مساعد ندا كان لها بالمرصاد.
وانطلق يوسف ناصر في الدقيقة 41 قاطعا مسافة طويلة من الناحية اليسرى ثم مرر الكرة إلى المطوع الذي سددها ضعيفة أبعدها الحارس الكوري إلى ركنية.
وفي الدقيقة 44، عاد فهد الأنصاري للتسديد البعيد لكن كرته افتقدت الدقة، ومعها انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي.
رغبة كويتية
انطلق الشوط الثاني برغبة كويتية كبرى بالتقدم خصوصاً أن الفريق أثبت علو كعبه في الشوط الأول، وأصاب يوسف ناصر العارضة الكورية إثر تسديدة بعيدة (47).
ونظم المنتخب المضيف صفوفه وكسر جليد التعادل عبر لي دونغ غوك الذي استغل خطأً دفاعياً كويتياً (66).
وفي الدقيقة 72 قضى الكوريون الساعون إلى تأهل ثامن على التوالي إلى كأس العالم، على ما تبقى من أمل لدى الكويتيين في العودة وتعزيز حظوظهم في تأهل ثانٍ إلى المونديال بعد 1982، عندما أحرز لي كيون هو (72) الهدف الثاني.
وفي الدقائق المتبقية من المباراة، فرضت كوريا الجنوبية سيطرتها المطلقة بعد هبوط اللياقة البدنية لدى لاعبي "الأزرق" الذين افتقدوا التركيز ليطلق بعدها الحكم صافرة النهاية.