حالة من القلق والتذمر والغضب من قبل طلاب المدارس وأولياء الأمور منذ بداية العام الدارسي، بسبب ذهاب أولادهم لمدارس تحولت إلى قبور ومدارس ترسلهم لذويهم ليس بالعلم والمعرفة وإنما ترسلهم جثثاً هامدة بعد أن ذبحهم إهمال وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب، تلك الوزارة التى منحت تلاميذ المدارس أطول إجازة نصف عام امتدت لأكثر من شهرين لبعض المراحل خوفاً عليهم من الإنفلونزا وإلإرهاب حسبما زعمت.
فتشهد مدارس مصر الفترة الحالية حال من الإهمال والفوضى التي أصبحت أشباح موت تطارد الطلاب، ففي نوفمبر العام الماضي تعرض 90 طالب في المعهد الأزهري بقرية العقاد في مدينة بني سويف إلى 90 طالبا، بحالات تسمم بعد تناولهم وجبة فاسدة.
كما استقبلت مستشفى سوهاج، اليوم الأربعاء، 100 تلميذ، مصابين بحالة تسمم، بسبب تناوبهم وجبة مدرسية.
وأصيب 53 طالبًا في نفس الشهر بمدارس بئر العبد أصيبوا، الثلاثاء، بتسمم غذائي نتيجة لتناولهم اللبن المعبأ أحد مكونات التغذية المدرسية، وتم نقلهم إلى المستشفى وغادرت جميع الحالات المستشفى بعد تناول العلاج اللازم وشفائها، وأخذ عينات من المنتج وجوف الأطفال لتحليلها، حيث ثبت أن تاريخ صلاحية اللبن لم ينته ولا يزال ساريًا، ويرجح أن يكون السبب هو سوء التخزين.
وكان مستشفى الزرقا المركزي بمحافظة دمياط قد استقبل، الأسبوع الماضي، 11 طفلاً وتلميذًا من حضانة مدرسة "النظارة الابتدائية" ومدرسة "فهيمة الابتدائية المشتركة" بقرية سيف الدين التابعة لمركز الزرقا وهم في حالة إعياء وقيء لأحد التلاميذ بعد تناولهم ألبان الأطفال بالموز، إحدى مكونات وجبة التغذية المدرسية.
ولم تكن الأمراض الوبائية أو سوء التغذية هي المخاطر الوحيدة التي تواجه الطلاب، فقد تعرض ثلاثة أطفال خلال الأسبوع الأول من بدء الفصل الدراسى الثانى لسنة 2014 إلى القتل بسبب الإهمال في الشوارع، حيث جاءت حالة الوفاة الأولى بعد وقوع باب المدرسة الحديدي على طفلة والحالة الثانية بعد وقوع طفل فى بالوعة بأحد المدارس بالصعيد والثالثة بعد وقوع طفل قى أسيوط فى بيارة بأحد المدارس.
ويبقى السؤال هل سيستمر الإهمال ليغتال براءة أطفالنا بالمدارس ؟ فإن لم يموتوا من انتشار وباء الغدة النكافية وينجون من إنتشار فيروس انفلونزا الخنازير فيقتلون من إهمال الموظفين، وهل سننتظر دائمآ حتى وقوع الكارثة دون أى تدخل وقائىوهل سينتهى الأمر بمعاقبة أحد صغار الموظفين المسئولين والتغاضى عن المسئولية المباشرة للوزارة وهل سنكتفى بتعويض أسر الاطفال ببضعة الاف الجنيهات .