شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

قطر الضريبة

قطر الضريبة
بدأ الحديث عن قطر ينحي منحي أخر فبعدما كان الحوار عن دوافع قطر أصبح الحديث عما ستدفعه قطر ثمنا لدوافعها وعن الإجراءات التي أصبحت...

بدأ الحديث عن قطر ينحي منحي أخر فبعدما كان الحوار عن دوافع قطر أصبح الحديث عما ستدفعه قطر ثمنا لدوافعها وعن الإجراءات التي أصبحت بالفعل في حيز التنفيذ وعن التهديدات التي انتقلت من أروقة ودهاليز القصور الملكية إلي الواقع العملي والسياسي بما يحمله ذلك من تأثيرات ستساهم مع عوامل أخري في تغيير حقيقي لوجه المنطقة أو علي أقل تقدير ستعمل علي تجاوز مرحلة التدافع الحالية إلي مرحلة مستقرة لصالح أحد الفريقين نسبيا .

جاء قرار كل من( السعودية والإمارات والبحرين) الأعضاء الثلاث بمجلس التعاون الخليجي بسحب سفراءهم من قطر الدولة الرابعة في نفس المجلس مع بقاء كل من سلطنة عمان والكويت بعيدا عن القرار ليجسد طبيعة الأزمة التي عصفت بدول المجلس نتيجة التباين الواضح في الأداء السياسي تجاه اكثر ملفات الصراع سخونة وعلي رأسها ملف المقاومة وملف الثورة السورية وملف الانقلاب العسكري في مصر ولمواجهة التساؤلات التي يثيرها هذا القرار الغير مفاجئ بين دوافعه ومدي تأثيره والنتائج المترتبة عليه يجب الانطلاق من عدة نقط هامة منها:

1.مرحلة متقدمة
جاء البيان الواضح في مطالبه ولغته باعتباره مرحلة متقدمة للغاية في حسم الملفات العالقة بشان السياسة الخارجية بين مجلس التعاون الخليجي قد سبقها مراحل دبلوماسية اخري أبرزها عقب الإنقلاب مباشرة وبعد إعلان قطر موقفها ثم عقب إحدي خطب القرضاوي التي عرض فيها بموقف الدول الخليجية الداعمة للإنقلاب في كلمات وجيزة ويبدوا أنهم قد وصلوا إلي اتفاق مؤداه تعديل الموقف القطري بشكل تدريجي جعل الطرف الإماراتي يدعو الإعلام المصري غلي تخفيف حدة الهجوم علي قطر غير أن الخطبة الثانية للقرضاوي الكاملة المنددة بالموقف الخليجي وتحديث قطر لقناة الجزيرة مباشر مصر وتزويدها بمزيد من الإمكانيات واستضافة عدد أكبر من القيادات جعل الصدام وشيكا والضربة النهائية محتومة وفي انتظار التوقيت المناسب.

1.التوقيت
جاء القرار حاسما بعدما بدأ السيسي في تقديم أوراق اعتماده النهائية للجهات الخارجية المختلفة كرئيس لمصر بعد مقاومة شعبية استمرت لأكثر من ثمانية شهور نجحت وبمساعدة قناة الجزيرة في وصم ما حصل في الضمير الشعبي المحلي والعالمي بالانقلاب العسكري مع هز صورته وابرازه وجهه الدموي الفاشي والنيل من هيبة قائده الذي رتب سابقاً لبقائه في الظل ريثما تهدأ ردود الفعل المتوقعة علي الإنقلاب ليكون ترشحه صفحة جديدة محملة بخلفيات ملحمية ينجح في صُنعها الإعلام المضلل عادة ليستغل هيبته وبطولته المزعومة في فرض واقع علي الأرض مكررا نموذجا ناصري الكاريزما والتأثير في حين أن الجزيرة بذراعها الإعلامي وقطر بتوفيرها قاعدة أمنة لقادة الحراك السياسية ومنصة انطلاق دولي قد قوضت ذلك الترتيب المسبق وافشلته وحمل السيسي جزء من أوزاره فالشعب يناديه بالقاتل والجزيرة تنقل للعالم مما يعرض الانقلاب بأكمله للفشل في حالة استمرار هذه المعادلة بعد ترشح السيسي مما يقتضي التدخل الحاسم للضغط علي قطر لتعديل موقفها وتسوية الملفات قبل فوز السيسي الأكيد بالرئاسة.

2.التأثير المتوقع
قطر التي شقت إجماع الدول العربية الكبري (السعودية ومصر والأردن وتونس والمغرب،….) بدعوتها لقمة عربية عاجلة للمناقشة بشأن الحرب الصهيوينة علي قطاع غزة عام 2009 حضرها خالد مشعل وعمر البشير في غياب الطرفين المصري والسعودي والسلطة الفلسطينية الرسمية ومعهما 7 دول عربية قررت عدم الحضور وموقف قطر الإعلامي والسياسي من عدة ملفات أخري علي رأسها المصالحة الفلسطينية وعلاقتها بالمقاومة ودورها عبر قناة الجزيرة من ثورات الربيع العربي والمضاد تماماً لموقف الإمارات والسعودية ثم فشلهما في إثنائها ولمدة سنوات عن هذا الموقف يؤكد أن القرار الأني هو إبراء للذمة أمام الحلفاء ودليل لفشل محاولات الإثناء والمنع والضغط في تحقيق نتائجها ولذا فهو يندرج تحت العقاب أكثر من الضغط بغرض تحقيق النتائج.

والمتأمل للقرار يدرك حتما أن دولتين من دول مجلس التعاون الخليجي الست وهما (الكويت وسلطنة عمان) لم تشاركا في التوقيع علي البيان مع وجود محاولات كانت حثيثة للحصول علي توقيعهما لإبراز الموقف وكأنه موقف خليجي جمعي تجاه إحدي دول الخليج المارقة مما يكسبه قوة وتأثير أكبر إلا أن خلو البيان من توقيعهما يؤكد أن لقطر ظهير أو بالأحري مساحة للعب والمناورة داخل مجلس التعاون الخليجي مما يظهره في ضوء المنقسم علي نفسه تماما ويغطي القرار شعبيا بالجدل مما قد يعزز موقف قطر لدي الشعوب أكثر وأكثر ضد أنظمتها وخصوصا لإدراك الشعوب بمسببات القرار مع الإنقسام حوله.

والمؤكد أن قطر إحدي دول الخليج العربي المبنية بالأساس علي جذور قبلية لن تقبل الإنحناء بهذه الطريقة والتي تبدوا مهينة في حقها بشكل مخزي حيث يعود الإنصياع للقرار بها ثانية إلي مجرد تابع صغير قابع في خاصرة الخليج مما يفقدها التأثير الإستراتيجي التي اكتسبته عقب سنوات من سياسة إقتصادية وخارجية واعية لمصالحها تجيد إقامة التوازنات وتسعي لفرض رؤية واقعية مفادها أن قطر موجودة وقادرة علي التأثير وأن مجالها الجيوستراتيجي حاضر وبقوة رغم صغر مساحتها

والبحث عن التأثير يدفعنا للتساؤل هل سحب السفراء هو أقصي ما يمكن أن توقعه السعودية علي قطر ؟! أم أن إيقاف التعاون الإقتصادي الواسع بين هده الدول وقطر هو أكثر نفعا من خطوة سحب السفراء مما يؤكد ثانية أنه موقف للتعبير عن الإستياء ونفاد الحيلة أكثر منه موقف بغرض الإثناء وتغيير الموقف.

والمؤكد أن الموقف القطري تجاه ما يحدث في مصر من وجهة نظري لن يغيره الملك عبدالله وإنما الرئيس أوباما .

3.الثوار في مصر
المعروف أن دور قطر في الملفات المختلفة منطلقا من خلفية سياسية وليست أيدولوجية مما يجعله في أحد الإحتمالات خاضع للتغيير في ضوء معادلة المكسب والخسارة والتي بدأت تفرض نفسها وتلوح مطرقتها الثقيلة في الأفق مما يفرض علي تحالف دعم الشرعية إلزامية تغيير تكتيكي يمتد تأثيره داخليا في إعادة تكوين التحالف علي اساس أوسع يقبل وجود قوي ليبرالية من خلفيات غير إسلامية لتخفيف الضغط وتوسيع مجال التايد الدولي مما يتيح لقطر المناورة في مجال أوسع إن هي رغبت بذلك ويتيح للتحالف أيضا غمكانية وجود مناخ شبيه للمناخ القطري في حالة رضوخ قطر ،وتبقي إشكالية أخري حاضرة وبقوة وهي المساحة الإعلامية التي تحدث مشكلة حقيقية في حال سحب الضوء الأخضر الداعم للثورة من قناة الجزيرة مما يفقدها المنبر العربي العربي الأول والمؤثر بشكل حقيقي في صياغة الوعي العربي وبالتالي المعادلة السياسية وفي وجود مثل هذا الخطر يجب تحضير استراتجية اعلامية بدون قناة الجزيرة علي الطاولة للجوء لها والإنتهاء من اعداد مثل هذد الإستراتيجية لن يكون سريعا مما يلزمنا أن يكون البدأ اسرع حتي من التعليق علي القرار .



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023