شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ما الدرس الأكبر المستفاد من أحداث تركيا الأخيرة؟

ما الدرس الأكبر المستفاد من أحداث تركيا الأخيرة؟
الذي يحدث الان في تركيا محاولة انقلاب (أخرى) ناعمة على العدالة والتنمية تنتهي باستبداله أو إضعافه تماماً، يتم فيها اللجوء إلى كل...

الذي يحدث الان في تركيا محاولة انقلاب (أخرى) ناعمة على العدالة والتنمية تنتهي باستبداله أو إضعافه تماماً، يتم فيها اللجوء إلى كل ما هو ممكن من وسائل مشروعة وغير مشروعة. ابتداءً بحملة اعتقالات مدبرة منذ أشهر بعيداً عن أعين وسيطرة الأجهزة الأمنية، مروراً بتلفيق أدلة، وتشويه سمعة الكثير من المتهمين قبل اي محاكمة وقبل أن ينتهي التحقيق حتى، مروراً إلى تسريب حقائق واكاذيب (مختلطة) عن التحقيق والوثائق المختلفة، إلى أشرطة فضائح جنسية تشمل عدداً من القادة الكبار في الحزب والحكومة (مفبركة من أفلام إباحية)، وليس انتهاءً بالتويش على سمعة تركيا الاقتصادية، إضافة إلى حلف سياسي بدأ بالتشكل ضده.

لماذا؟ لأن اردوغان بدأ مؤخراً يخرج عن الطوق الأمريكي، في العلاقات مع الكيان الصهيوني، وفي العلاقة مع ايران (فترة الحظر عليها)، وفي القضية الفلسطينية، وفي الثورة السورية، وبعد الانقلاب المصري..الخ. ما لا يعرفه الكثيرون (أو لا يريدون أن يعرفونه) أن العدالة والتنمية بدأ حكمه في البدايات الأولى بخلع القميص "الإسلامي"، وقدم الكثير من أوراق الاعتماد لدى "الآيباك" والكيان والدوائر الأمريكية المختلفة، إضافة إلى اعتماد النظام الاقتصادي الغربي، فتــُرك وشأنه، وقــُدِّمَ إلى المنطقة العربية كنموذج عصري للإسلام "المعتدل". لكن 11 سنة من الإنجازات والنجاحات والقفزات الهائلة في مختلف الميادين لم تشفع له، 11 عاماً ظن الجميع فيها أنه أحكم القبضة على الدولة والإعلام والقضاء والمخابرات..الخ، لم تحمه من الدب الذي رباه في منزله إذ تحالف معه فترة.

فما الدرس المستفاد؟ بغض النظر عن نجاح هذا الانقلاب من عدمه؟

الدرس هو أن الولايات المتحدة لن تسمح للإسلاميين، ولا لأنصاف الإسلاميين، ولا للإسلاميين السابقين، ولا لأشباه الإسلاميين، ولا لغير الإسلاميين أن يحكموا إذا ما أرادوا الشبوب عن طوقها المنظوم بإحكام شديد حول الرقاب، ولا عبرة هنا للصناديق وأرقامها، والشعوب وآرائها، والإنجازات وحجمها.

إن الولايات المتحدة الأمريكية، ومن لف لفها من قوى داخلية في دولنا، تؤكد لنا مرة بعد مرة أننا (ربما) بسطاء جداً حين نظن أننا سنـُترك لوحدنا ولقرارات شعوبنا حين نتجنب الصدام، ونقدم الضمانات، ونرضى بالعملية الديمقراطية. أمريكا ومن معها لم ولا ولن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم.

أخيراً .. هل أنا متشائم؟ أبداً، وهل يليق بنا التشاؤم؟!!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

طبيب فلسطيني  وكاتب وشاعر 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023