بدأت مراسم التشييع الرسمية لزعيم جنوب إفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، الأحد، استعدادا لدفنه في مسقط رأسه بقرية كونو بحضور آلاف الأشخاص بينهم زعماء ومشاهير من مختلف أنحاء العالم.
ودعي نحو 4 آلاف شخص لحضور الجنازة الرسمية، منهم كبير أساقفة جنوب إفريقيا المتقاعد، ديزموند توتو وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز ورئيسا الوزراء الفرنسيين السابقين ليونيل جوسبان وآلان جوبيه، إلى جانب عدد من المشاهير أبرزهم الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري.
وكان جثمان مانديلا وصل إلى مطار ماثاثا السبت، في آخر محطة من المراسم التذكارية للزعيم المناهض للفصل العنصري.
وتجمع مسؤولو حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في مدرج المطار إلى جانب جنود لاستقبال النعش لدى وصوله من بريتوريا، وأقيمت مراسم يقودها أعضاء محليون بالحزب في ماثاثا، وبعدها رافق موكب النعش إلى كونو.
يذكر أن مانديلا توفي في الخامس من الشهر الجاري عن عمر ناهز 95 عاما، وسجي جثمانه بمقر الحكومة المركزية في بريتوريا ثلاثة أيام من الأربعاء إلى الجمعة حيث توافد أكثر من مئة ألف شخص لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه.
وتجمع الجنازة الرسمية، الأحد، بين المراسم العسكرية وطقوس الدفن التقليدية لقبيلته، منها ذبح ثور و"الاتصال بالأجداد ومرافقة روح الراحل".
كما سيطغى جانب ديني على الجنازة، إذ يعود جزء من أسرة مانديلا إلى جذور ميثودية (طائفة بروتستانتية)، وكان أرسل إلى مدرسة للمبشرين الميثوديين وقام قس ميثودي بعقد زواجه مع غراسا ماشيل في 1998.
أما السياسة فيفترض ألا يكون لها وجود إطلاقا في الجنازة، إذ حذرت الزعيمة في القبيلة نولكوزولا منديندي رئيسة لجنة الشؤون التقليدية في الكاب الشرقي السلطات من التدخل.
يشار إلى أن مانديلا سيدفن بالقرب من ثلاثة من أبنائه هم رضيعة توفيت في 1948 وابنان آخران أحدهما تيمبيكيلي الذي توفي عن 24 عاما في حادث سير في 1969، وماكغاثو الذي توفي عن 55 عاما بالإيدز في 2005.
وقبل أشهر أوضحت ماكازيوي، الابنة الكبرى لمانديلا، أن قبره لن يتحول إلى مزار، قائلة: "المقابر العائلية ليست أماكن عامة إلا إذا وجهت دعوة لحضور دفن شخص ما وبعد ذلك تتحول إلى مكان عائلي مقدس".