أراهن أن عنوانى هذا أثار دهشتك، فما الذى يجمع بين القبض على المستشار الجليل محمود الخضيرى، وتفتيش زنزانة المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع ورفاقه قبل أيام.. الإجابة واضحة: نحن نعيش فى زمن اللامعقول يا سيدى!
وأشرح ما أعنيه قائلا: يا ريت حضرتك تفتكر ما كتبته بالأمس تحت عنوان: "اخلعوهم خللى البلد تنظف"!! وكنت أقصد الإطاحة بالنظام الجاثم على أنفاسنا حتى تتوقف المهازل التى تحدث خاصة عمليات القتل اليومى واعتقال الآلاف من الأبرياء، لكننى لم أتصور أن يقع بواسطة هؤلاء المجرمين ما لا يخطر لك على بال، وكان الأمر الأول اعتقال المستشار المخضرم محمود الخضيرى القاضى الجليل وأحد رموز ثورة يناير بتهمة تعذيب محامٍ أثناء الثورة فى ميدان التحرير! ما هذا الهزل؟ إنه اتهام يثير السخرية والاستهزاء، وصدق من قال شر البلية ما يضحك!! المحامى المجنى عليه "افتكر النهاردة بس" وبعد مرور أكثر من سنتين على ثورتنا أن الرجل "الخضيرى" قام بتعذيبه فى ميدان التحرير!!
وأقول ساخرا: "ميدان الثورة بالتحرير أصبح زى رابعة العدوية رمز الانتفاضة ضد الانقلاب، فهى الأخرى متهمة بأنه كان يوجد بها أماكن للتعذيب تحت الأرض!! ويبقى كده خالصين ومفيش حد أحسن من حد".. رابعة والتحرير!!
وأنتقل إلى الموضوع الآخر المهم فقد حدثت عمليات تفتيش بشعة قبل أيام على قادة الأخوان بالسجون وعلى رأسهم فضيلة المرشد العام!! وصدق أو لا تصدق أخذوا من عنده "نتيجة" مدونا فيها أوقات الصلوات!! بالإضافة إلى المصحف وكتاب صحيح البخارى بجانبه شرح له بخط الدكتور محمد بديع المعروف، بشدة ارتباطه بالقرآن والسنة، وكانت حجتهم ممنوع كتابة عن أى شىء على الإطلاق.. وكل شىء عندنا محظور، ولم يختلف الأمر كثيرا عند تفتيش باقى زنازين قادة الإخوان.. هل يعقل هذا؟ ومن جديد أعود إلى الشعار المرفوع: اخلعوهم خللى البلد تنظف من هؤلاء المجرمين، ويا رب يحدث هذا فى القريب العاجل، وربنا كبير وقادر على كل شىء.