بالأمس تحدثت معك عن الشعار السائد حاليا فى بلادنا المنكوبة: "اقتلوهم خللى البلد تنظف"! والمقصود أنه لا مانع للحكم الحالى وأنصاره من قتل وسجن وتشريد آلاف المعارضين حتى تستقر الدولة فى النهاية!!
وهذا المنطق كما أخبرتك بالأمس ليس بغريب على بلاد أمجاد يا عرب أمجاد! بل تبناه القذافى وصدام والأسد وانتهى بهم الأمر فى النهاية إلى الخسران المبين حتى لو حققوا ما أرادوه فى البداية، لكن المسألة مسألة وقت ويتم الإطاحة بهم فى النهاية وهذا ما حدث مع كل سفاح وديكتاتور عبر التاريخ!!
وفى مواجهة هذا المنطق الوحشى أرفع شعارا مضادا: "اخلعوهم.. خللى البلد تنظف"، وإذا كان يتطلب تضحيات عديدة لتحقيقه بإذن الله، وهل تتصور أن هؤلاء الذين استولوا على الحكم عنوة يمكن لهم أن ينسحبوا فى هدوء، لكن النصر عليهم قادم قادم إن شاء الله خللى البلد تنظف!!
وأشرح لحضرتك ما الذى أعنيه من نظافة مصر بعد الإطاحة بالحكم الجاثم على أنفاسنا.. ستتوقف عملية القتل اليومى الذى تحدث فى مختلف المدن ويتم الإفراج عن آلاف من سجناء الرأى المقبوض عليهم ظلما وزورا وعدوانا وتعود بلادى إلى الحكم المدنى من جديد وتبدأ فى علاج هذا الانقسام الواضح الذى نراه فى بلدنا، وتتجه كل الجهود من جديد إلى تحقيق ثورة يناير العظيمة. عيش.. حرية ..عدالة اجتماعية.
ويسترد القضاء مكانته فلا يعود تابعا للعسكر أو قضاء ملاكى كما نرى الآن، ويتم تطهير الشرطة من المجرمين الذين شاركوا فى البطش بالتظاهرات السلمية والقبض على الأبرياء، وأحلم بوزير مدنى للداخلية.
أما القوات المسلحة فمن الضرورى محاسبة كل من شارك فى الانقلاب على الشرعية، وإحداث تغيرات واسعة ليقوم بشغل المناصب العليا ضباط لا يعملون بالسياسة مشهود لهم بالكفاءة والوطنية وحب مصر، وغير منتمين إلى أى حزب أو جماعة، ولتعود القوات المسلحة من جديد فى أحضان الدولة المصرية بدلا من أن تكون دولة قائمة بذاتها كما نرى حاليا؛ حيث قيادة الجيش أقوى من كل سلطات الدولة الأخرى، وهى فوقهم جميعا وغير قابلة للمحاسبة! وهذا وضع لا يستقيم، ولا نراه أبدا فى أى دولة محترمة؛ حيث الجيش خاضع تماما للشعب، اخلعوهم خللى البلد تنظف ويتحقق ما نريده من خير لمصرنا.