بمرور الأيام يتكشف كذب الانقلاب، وتدليسه ورغبته في إعادة القمع والعنف وزرع الانقسام بين المصريين، ففي الوقت الذي يتحدث فيه الانقلابيون عن مواجهة إرهاب مؤيدي الرئيس محمد مرسي جاءت مشاهد فض الاعتصام وحرق الأبرياء والمساجد والمستشفيات الميدانية، وحملات الاعتقالات للمؤيد وغير المؤيد على يد الشرطة والجيش معًا لتكشف عن مصدر الإرهاب..
وعندما اتهم الانقلابيون الإخوان بحرق الكنائس بعد الفض، ومسئوليتهم عن عدم استقرار الأوضاع في سيناء، جاء الحديث عن البلطجية التي قبضت عليها الداخلية بتهمة حرق الكنائس، وعادل حبارة- الذي اتهمته الداخلية بتنفيذ مذبحتي رفح الثانية والأولى- وقصف الجيش للمنازل بسيناء وأجبار الأهالي على ترك منازلهم لتبرء الإخوان.
وطالما صدع الانقلابيون الرؤوس، وخاصة في بداية الانقلاب بأحاديث المصالحة الوطنية، واستيعاب كل الفصائل لتحقيق ما فشل في تحقيقه مرسي، إلا أن أغنية «إحنا شعب وإنتوا شعب» جاءت كالفاجعة لما تحمله من عنصرية شديدة ضد أبناء الوطن الواحد على رغم من أن الانقلابيين أرادوا من التغني بها إثبات صفاء قلوبهم، وعنصرية «الشعب الآخر».
وعلى ألحان أغنية الحجار العنصرية جاءت أغنية «إحنا شعب..أحلى شعب» لرافضي الانقلاب لترد على الانقلابيين وعلى محاولتهم في تطبيق سياسيات المستعمرين المعروفة بـ «فرق تسد» بما تحمله من معاني من الوطنية ووحدة الوطن والرب، حيث تقول «إحنا شعب..أحلى شعب.. ياللى بتفرق ما بينا بكره تشوف الغضب مصر واحدة أم لينا ليه تفرق النسب ..إحنا واحد شعب واحد مهما كنا ألف حزب رب واحد دم واحد ليه عايزها حرب.. كلنا سفينة واحدة ..كلنا نفس المصير.. إحنا بيت واحد وعيلة فيها إخوان مسلمين فيها سلفي فيها قبطي ، واليسار ويا اليمين.. إحنا قبلك كنا واحد وأنت ليه عايزها حرب.
ولاتزال جعبة رافضي الانقلاب تفيض بالمزيد وتؤكد على معاني السلمية بأشكالهم المبتكرة سواء في المسيرات أو أشكال الأغاني، وكذلك على نهاية عصر احتكار الاتصال والاعلام في يد السلطة الحاكمة رافعة شعار أنت تكذب وأنا أفضح …ويبقي السؤال في النهاية هل ستنجح سلمية رافضي الانقلاب في حسم الصراع ، وسط عنف الانقلابيين الذي يطول الجميع، ويؤثر إيجابًا على رافضي الانقلاب ، وتزايد أعداد مؤيديهم كل يوم عن سابقه؟.
