شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عندما يتحول الكتاب المصريون إلي أبواق للعسكر

عندما يتحول الكتاب المصريون إلي أبواق للعسكر
كتبته : Susanne Schanda شهدت مصر تأييداً واسعاً من المثقفين المصريين لعملية إسقاط مرسي بينما توارت الأصوات القليلة...


كتبته : Susanne Schanda

شهدت مصر تأييداً واسعاً من المثقفين المصريين لعملية إسقاط مرسي بينما توارت الأصوات القليلة المعارضة لإسقاط مرسي في خضم هذا التأييد الواسع لإسقاطه. فهل عادت مصر للنظام العسكري القديم والمعروف؟
إجابات المثقفين المصريين عن هذا السؤال والتي وصلتنا عبر البريد الإلكتروني كانت مثيرة فمن بينها مثلاً رسالة مدربة الرقص الشابة والناشطة الثورية كريمة منصور والتي جاء فيها : "أي الأخبار تتابعون؟ هل الأخبار الصادقة أم إفتراءات الصحف الغربية؟ فربما تكونون ممن يسمون ما جري في مصر إنقلاباً".
ويبدو أن ًغالبية المثقفين المصريين لا يسمونه إنقلاباً بل يسمونه أن الشعب أراد إسقاط مرسي فبادر الجيش لتلبية إرادة ورغبة هذا الشعب.
من يري المشهد غير ذلك فهو إما خائن أو متواطئ مع الإسلاميين أو غربي أفاك.

ولعل المراقب للتعليقات السياسية لكثير من الكتاب المصريين سيجد أنها لا تختلف كثيراً عما يرد في بيانات قيادة القوات المسلحة.
فالكاتب صنع الله إبراهيم والذي كان معتقلاً في فترة حكم عبد الناصر يصف الجنرال عبد الفتاح السيسي في صحيفة ليبرالية يومية مصرية قائلاً : "السيسي بطل قومي يجب أن يصبح رئيساً لهذا البلد". علاء الأسواني الروائي البارز والذي إختتم مقالته بعبارة "الديموقراطية هي الحل" يري أن يتم منع الأميين من المشاركة بأصواتهم في الإنتخابات وذلك لكي يخسر الإسلاميون النصيب الأكبر من الأصوات.

أما الكاتب والمحرر الثقافي يوسف رخا والذي أشتهر بهجومه النقدي الدائم علي النخبة المثقفة فيؤكد في حوار عبر سكايب (Skype) عند منتصف الليل أنه كان في الشارع منذ قليل بالرغم من حظر التجوال الذي يبدأ في السابعة مساءاً وأنه يشعر بأنه أكثر أمناً في ظل هذا الحضور العسكري المكثف وهو أيضاً من المدافعين بشدة عن الإنقلاب العسكري حيث يقول: " كان علي الجيش أن يتدخل للحيلولة دون نشوب حرب أهلية. فالإخوان المسلمون إرهابيون وقد أعلنوا أنهم سوف يبقون في السلطة لخمسمائة عام قادمة وما كان الإخوان ليتركوا السلطة بإرادتهم أبداً ولتذهب البلاد إلي الجحيم أو يحولونها إلي سعودية أخري وبالتالي لا يوجد ما يمكن لأحد التفاوض معهم بشأنه".

بينما أثبتت المدونة غادة عبد العال من مدينة المحلة الصناعية وجود حملة تحريضية ضد الإسلاميين قائلةً : "الرجال يحلقون لحاهم خوفاً من إعتبارهم ضمن الإخوان المسلمين". غادة نفسها ترتدي حجاب لكنه حجاب قصير يختلف عما هو معروف في دوائر الإسلاميين ولديها بعض الأصدقاء الإخوان علي الفيس بوك وهي تقول عنهم : "إنهم يتحدثون دوماً بعبارات الشهادة والإستشهاد وأنا أقول لهم : لا تلعبوا دور ممثلي الله علي الأرض وأنظروا للسياسة علي أنها لعبة يتم من خلالها تطوير البلاد والنهوض بها قد يخسر المرء فيها وقد يربح. السياسة ليست جهاداً (حرب مقدسة).

أما الأصوات الفردية المعارضة للإنقلاب فمن بينهم الكاتبة والروائية المصرية- البريطانية أهداف سويف فقلما تجد لها مكان في المشهد. وتقول أهداف سويف : "بدلاً من إسقاط الرئيس كان من الممكن عمل إستفتاء علي إجراء إنتخابات مبكرة وكان هذا سيجنب البلاد خطر الإنقسام الحالي وسينقذ مفهوم الديموقراطية".

الساخر الشهير باسم يوسف يذهب أبعد من ذلك ويقول : "إن الطبيعة الفاشية لهؤلاء الناس الثمالي بنشوة إنتصارهم لا تختلف كثيراً عن طبيعة الإسلاميين الذين يعتقدون أن زوال عدوهم من الوجود هو إنتصار لدين الله. وها نحن نكرر نفس أخطاء الإخوان المسلمين كما لو كنا نحمل ذاكرة الأسماك



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023