إشاعة أكاذيب..حظر تجوال.. اعتقالات..افتعال أزمات..أساليب وأسلحة يشهرها الانقلابيون في وجه كل ما يحاول معارضتهم قولًا أو فعلًا، سيرًا على درب نظام المخلوع مبارك ولكن بشكل فج وبلا أدنى استحياء.
أضرب ..أخرس..أقمع ..أقتل ..أحرق المنشأت ثم أعد ترميمها ..أفعال رأى فيها الانقلابيون ملجأ لهم لتثبيت أركانهم إلا إنهم في كل ركنه وحركة يفاجئون برد الفعل المقابل المتمثل في الاستمرار والمواجهة لكل محاولات كسر الإراداة، التي تعبر عن السلمية المتناهية.
فقتل الآلاف في مجازر فض اعتصامي رابعة العداوية، والنهضة، وفي المحافظات، تبعها خروج الحشود المليونية بعدها بيومين، وكل يوم بأشكال مبتكرة، وكل يوم نجد اعتقالات هنا وهناك للكثير إخوان كانوا أو غير ذلك ، من الرجال بل والنساء من القاصرات والبالغات إلا ان المتظاهرون لا يكفوا عن النزول في الصباح والمساء كاسرين ما يسمى بحظر التجوال.
بعد ساعات من مذبحة سجن أبو زعبل، التي راح ضحيتها العشرات من المعتقلين بعد تعذيب وقتل متعمد من الداخلية، جاءت جريمة قتل المجندين في شمال سيناء، والتي لا يذهب الكذب في روايتها كثيرًا عن أبي زعبل، لتغطي على الجريمة التي ارتكبت في حق المعتقلين الذين أبيدوا أمام السجن الذي لم تطئه أقدامهم، تحت مسمي الإرهاب وتحويل الانتباه عن المتهم الحقيقي، ليبقي الإرهابي مجرد شبح يستدعي وقت اللزوم.
ذات الشبح ظهر أمس من فوق أسطح عمارات المهندسين ليطلق النيران على الجيش بالأسفل في "عز النهار" دون استحياء هو الآخر، وأخذت وسائل الإعلام تذيع خبر الجماعات المسلحة التي تعتدي على الجيش وتبث الرعب في نفوس المارة وأهالي المنطقة لنسمع بعدها تصريح مدير مباحث الجيزة يقول فيها أنه لم يتم القبض على أحد من داخل العقارات المنطقة، وأنه تم الإفراج عن عضو حركة تمرد بعد الاشتباه به لمرور بمنطقة الحدث، ثم يتبعها انتشار واسع للجيش بشارع جامعة الدول العربية، القريب من ميدان سفنكس، الذي أعلن أعضاء التيار الميداني الثالث عن تظاهرهم به في جمعة انتقاضة ثوار يناير بالغد، والذي تم اشتغال النيران فيه العديد من محاله منذ يومين.
الراوية الكاذبة والتي تفاقمت بسرعة ثم أخذت تتضال لتكون النتيجة لاشىء، ثم الإصرار على انتشار لقوات الجيش تشير إلى أننا أمام أزمة مفتعلة لإجهاض انتفاضة التيار الميداني صاحب شعار" لافلول، ولا عسكر ، ولا إخوان"، ولكنها لم تثن المستهدفين منها، الذين أكدوا أمس أن التجمع سيكون في ميدان سفنكس عقب صلاة الجمعة، وتنطلق بعدها المسيرات من هناك.
