التناقض في الذات هو أقل ما يمكن أن يوصف به حال مصطفي حجازي بعد ادعاءاته التي ساقها في مؤتمر اليوم والتي حول فيها القاتل إلى ضحية والضحية إلى مجرم وإرهابي عندما وصف الرافضون للانقلاب بأنهم تنظيم إرهابي دون أن يقدم أي إدانة لهذه الدماء التي سالت.
وبعودة بسيطة إلى الوراء للوقوف على تصريحات حجازي التي أدان فيها إراقة الدم بكل استنكار في حادث مقتل محمد الجندي الامر الذي يكشف حقيقية تناقض هذه الشخصية أو بمعني أصح مايسمي بالمصلحة العليا التي ترتقي فوق الدماء.
كان حجازى كتب عبر حسابه على الفيس بوك عندما قتل محمد الجندي "قُضِىَ الأمر..! دم الشهيد لعنه ستطارد كل قاتليه ..! كل من أمَرَ .. أو شاركَ .. أو استحسنَ .. أو بررَ .. أو صمتَ .. كلكم قاتليه ..! دم محمد الجندي و من مثله يلاحقكم .. و لعنة الله على ظالميه قد حَلّتْ..! على كل رأس من رؤوس السلطة من قاتلى محمد الجندى .. أن يعى أنه قاتل..حاول أن تتخفى من القتل بالكذب.. لازلت قاتل.. !
حاول أن تهرب من الفشل بالجريمة .. لازلت قاتل..! و على كل من للأذناب و الأتباع أن يعلم .. بَرِر كما تشاء ..أو اِستحسَن كما تشاء .. أو حتى أصْمت كما تشاء .. فأنت أيضاً قاتل ..و لكل القتلة نقول ..قُضِىَ الأمر..! لم يَعُد لكم أن تُفَكِروا متى ستَخَتفون من أمام هذا الشعب .. عليكم أن تفكروا أين ستَختَفون منه .. ولا أظنكم ستقدرون .. لن تجدوا مَنعَةً فى حصون الأموال أو كثرة الأذناب .. أو فى حصون الحُلفاء من بنى عرب أو بنى غرب أو "بنى عم" .. !
وتابع قائلاً: "إبرأوا من الدماء .. إن أردتم .. قبل أن تُريُدون فلا تَقِدرون ..! من لازال منكم يُبقى لله ذكراً .. فليتوب إليه ..و من لا زال منكم يَعى للوطن معنىً .. فليطلب من شعبه الصفح ..لم يبق لكم غير ذلك .. لأنه ..قُضِىَ الأمر..!" هذا ما أملته علينا الأحداث يوم ٧ مارس ٢٠١٣ ..و بين السابع من مارس و اليوم .. اختار أهل السلطة أن يبقوا حيث هم و كان لهم ما اختاروا .. و أظننا الآن فى وقت لم يبق فيه حتى للصفح موضع ..!! لأنه قُضِىَ الأمر ..!".
بعد هذه الكلمات التي تنفطر لها القلوب التي تلفظ بها حجازي حزناً على إراقة الدماء وغدانة للتبرير ، خرج اليوم وقد سُلب هذه الكلمات لتتبدل إلى تبريرات لسفك دماء الآف وليس فرداً واحداً.