منذ أن ظهر جالساً أقصى اليمين أثناء إلقاء بيان الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو الماضي، بدا كما لو أنه سيغادر المشهد قريباً بعد أن تم استخدامه لتمرير المشهد الانقلابي،، هكذا ترجم محللون مشهد الدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس المعين للشئون الخارجية، خلال مراسم إعلان الجيش عزل مرسي.
فالمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحاصل على جائزة نوبل للسلام، يتعرض منذ تعيينه نائباً لرئيس الجمهورية المعين، وتحديداً منذ إعلانه صراحة رفضه التعامل بالقوة المفرطة مع المعتصمين والمتظاهرين، لحملة إعلامية ضخمة تشنها عليه وسائل إعلامية محسوبة على فلول نظام مبارك، أو على الأقل تلك التي تبارك عودة الجيش لسدة الحكم مجدداً، حملة جعلت البرادعي يخرج عن صمته ليصف هؤلاء بأنهم ليسوا أكثر من «أذناب مأجورة»، تحاول تشويهه ليس منذ اليوم أو أمس، ولكن منذ عودته إلى بلاده أوائل عام 2010.
ما بين اتهامات بالعمالة لأمريكا، وتبنيه مخططاً أو «أجندة» لحرق مصر، وخطورته على الشعب والدولة،، أخذ الإعلام – المتهم في الأصل بالوقوف ضد ثورة يناير – بالعمل على تشويه صورة البرادعي واعتبروه عائقاً أمام تحقيق خارطة الطريق التي وضعها الجيش، فيما ذهب البعض منهم لاتهامه بأنه من الخلايا الإخوانية النائمة.
رجل السلطة، الجالس اليوم في قصر الاتحادية، كشفت «تغريداته» كم التقلبات التي شهدتها فترة حكمه القصيرة، حيث بدأ البرادعي تغريداته بعد الانقلاب متحدثاً كرجل دولة ثم ما لبث أن عاد أدراجه سريعاً ليتحول إلى مُنظر على «تويتر»، كما كان منذ الثورة، إلا أن شدة الهجوم عليه، جعلت من صفحته على «تويتر» موقعاً للدفاع عن النفس ضد تلك الهجمات الشرسة والمتوالية.
فقبل أيام خرج البرادعي مغرداً ليقول «يبدو أن عملي لتجنيب الوطن الانزلاق في دائرة عنف لا تصل إلى الجرائد الحكومية عدا مقالات عن "خطورتي على الشعب والدولة".الطريق أمامنا طويل ووعر».. ثم تطور الأمر ليخرج معلناً الحرب للقضاء على «الاستبداد» حيث قال «معركتنا اليوم هي القضاء على الاستبداد بكافة أشكاله وصوره. ثورتنا قامت لنستعيد عقلنا وقيمنا وانسانيتنا. ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته».
إلا أن البرادعي قرر أن ينفجر اليوم في وجه مهاجميه حين وصف محاولات تشويهه تلك بالمحاولات اليائسة لاستمرار الاستبداد، والتي تعرضت لعقديته وعمله وعلاقاته كمسئول دولي بل ووصلت إلى حياته الشخصية.
ووجه البرادعي رسالة لمن وصفهم بـ «الأذناب المأجورة» بأن مجاهرته بالحق من أجل الحرية والكرامة والقيم الانسانية ستستمر ما بقى في العمر بقية والثورة ستنتصر.
والآن، وفي ظل محاولات السلطة الحاكمة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة الرافضين للانقلاب العسكري، بالقوة خلال ساعات، ما الموقف المنتظر من البرادعي، خاصة في ظل موقفه الرافض لهذا الإجراء؟،، هل سيظل منظراً على «تويتر»، أم سيعلن العصيان على الانقلاب العسكري، لتتغير قواعد اللعبة السياسية في مصر؟.