شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خطاب الكراهية يبرر القتل وحصار المساجد .. ولا عزاء للمصالحة

خطاب الكراهية يبرر القتل وحصار المساجد .. ولا عزاء للمصالحة
  عندما تذهب إلى عملك صباحا، تجد العامة في الشارع يرددون خطاب الكراهية الذى يستمعون إليه مساء في برامج التوك شو من...
 
عندما تذهب إلى عملك صباحا، تجد العامة في الشارع يرددون خطاب الكراهية الذى يستمعون إليه مساء في برامج التوك شو من تحريض على العنف وتشويه الآخر وقد يبدو لك المشهد طبيعي، لكن أن تجد أحد المساجد محاصر من قبل الأهالى بدعوى أن بداخله متظاهرين مؤيدين للرئيس محمد مرسي وقتها ستجد نفسك أمام مشهد مختلف تماما، عن حصار جامع الفتح نتحدث.
 
فمن بعيد تشاهد تجمهر لعشرات المواطنين بعضهم يحاول تغطية أنفه بيده والآخر يحاول تغطيتها بمنديل نظرا لصعوبة التنفس وسط روائح الغاز المسيلة للدموع يشاهدون حصار مسجد الفتح ظهر اليوم بعد ليلة دامية .
 
منظمة إرهابية
 
وعندما اقتربت من المسجد لأحاول تصوير الحصار كنت أظن أن مجموعة من البلطجية أو قوات الأمن هم من يحاصرون بيت الله، ولكني اكتشفت بعدها أن الباعة الجائلين هم من يحاصرون المسجد على الرغم من تعاطفهم مع المتظاهرين أمس متهمين إياهم بحرق بضاعتهم.
 
«دول بياخدوا 2 مليون جنيه في الليلة علشان يفضلوا معتصمين في رابعة»، هذه الجملة التي قالها أحد المواطنين الواقفين أمام المسجد اخترقت أذني على الرغم من انشغالي بتصوير الحدث فالتفت إليه وحاولت أن أدير معه حوار حول مدى صحة المعلومة ومن أين أتى بها فقال لي بكل فخر «إبراهيم عيسي حبيبى هو اللى حاسبها»..
 
وجدت الناس متأثرين بخطاب الرجل حول تلقي معتصمي رابعة العدوية ملايين الجنيهات لاستمرار الاعتصام وإعادة الرئيس مرسي إلى الحكم بل ويباركون خطابه الذي ادعى فيه أن جماعة الإخوان المسلمين «منظمة إرهابية دولية»، على حد قوله .
 
المصالحة 
 
أما الطامة الكبرى، فقد تلقيتها عندما أنهى الباعة حصار المسجد وخرج المتظاهرون وسط وابل من الشتائم المهينة من قبل المواطنين كان من أبرزها «روحوا رابعة ما هم بيأكلوكوا فراخ ولحمة علشان مبتلاقوش تكلوها في بلادكم» وأخرى «إياكم تيجوا هنا تاني»، حينها وجدت المتظاهرين ينظرون إلى الأرض لعلها تكون أرحم عليهم من بني جلدتهم. 
 
هذا المشهد يعيد إلى الأذهان التأكيد المستمر من القوات المسلحة والرئيس المكلف من قبلها بإدارة شئون البلاد بإجراء مصالحة وطنية وعدم إقصاء أي فصيل من الفصائل الوطنية في حين نجد المواطنين في الشارع تشبعوا بخطاب الكراهية الذى يبثه الاعلام صباح مساء عليهم.
 
ولم يتبقى لدي عندما غادرت محيط المسجد، بصعوبة، بعد أن اتهمونى بأنى مراسلة لقناة الجزيرة، سوى التساؤل إذا كان خطاب الكراهية والحض على العنف والذي أدانته منظمات حقوقية محلية ودولية هو سيد المشهد فأين هي المصالحة التي تجدي مع هذا الخطاب الذى يفتك بالمجتمع دون أن نتخذ خطوات حقيقية أولها وقف خطاب الكراهية والعنف، والتزام الإعلام بالمعايير المهنية.


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023