في العشرين من أكتوبر عام 1798 خرج علماء وطلاب الأزهر ليقودوا ثورة القاهرة الأولى ضد نابليون بونابرت إبان الحملة الفرنسية على مصر، وهو التحرك الذي رد عليه بونابرت باقتحام قواته للمسجد بخيولهم وسحل من به.
وخلال الحملة أيضاً، تم إغلاق الجامع الأزهر لأول مرة في تاريخه وتحديداً يوم 20 من يونيو عام 1800، وذلك عقب اغتيال القائد الفرنسي كليبر على يد «سليمان الحلبي» الطالب بالأزهر، وظل المسجد مغلقًاً لأول مرة منذ إنشائه حتى خرجت الحملة من مصر، فأعيد افتتاحه في يوليو 1801م.
هذان المشهدان استعادتهما الذاكرة الإنسانية اليوم، بعدما قامت قوات الأمن بإغلاق الجامع الأزهر لأول مرة منذ أكثر من مائتي عام، بل ومنعت رفع الأذان به كما قامت بحصار من بداخله وذلك في محاولة لمنع خروج مسيرة علماء الأزهر من المسجد متجهين لاعتصام مؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب العسكري بميدان رابعة العدوية.
البداية كانت عندما تم فصل التيار الكهربائي عن المسجد ما اضطر الداعون للمسيرة إلى استخدام مكبرات للصوت داخل المسجد قبل أن تقوم قوات الأمن بغلق أبوابه لمنع خروج المسيرة، قبل أن تضطر في النهاية لفتح الأبواب للسماح لهم بالمغادرة.
أحمد الطيب، شيخ الأزهر وأحد أبرز مباركي الانقلاب العسكري، يرى مراقبون أن هذه الأنباء لن تزعجه، إذ لم يخرج حتى الآن ببيان أو تصريح يعلن فيه رفضه واستنكاره لما وصفه البعض بأنه اعتداء على الجامع الأزهر، معللين ذلك بأن أحداث مشابهة شهدتها العديد من المساجد من تدنيس واعتداء ومحاصرة ولم يخرج الطيب لاستنكار تلك الأحداث صراحة، والتي كان من أشهرها اعتداء قوات الشرطة العسكرية على المصلين والمتظاهرين داخل مسجد النور خلال أحداث العباسية مايو 2012، وما سبقها من تدنيس لمسجد عمر مكرم خلال أحداث مجلس الوزراء، فضلاً عن المشاهد المعتادة خلال الأشهر الاخيرة من اعتداء ومحاصرة لبعض المساجد كـ «القائد إبراهيم» بالإسكندرية.
وعلى أية حال، يبدو أن المصريين على موعد جديد من المقارنة بين مشهدين الفارق بينهما أكثر من قرنين، مشهدين اجتمعا في كل شيء إلا أنهما اختلفا في شيء واحد فقط، فجنود بونابرت كانوا غزاة محتلين ….