على الرغم من كثرة البيانات التي صدرت على المستويين الداخلي والخارجي خلال الأيام السابقة، والتي نددت بالانقلاب العسكري على الرئيس مرسي، إلا أن بيان الشيخ حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر، يبقى هو الأكثر والأقوى تأثيراً، حيث لم يكن مجرد بيان للشجب والاستنكار بقدر ما كان كشفاً لحساب ضمائر بعض من تشدقوا بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام الشرعية، ثم وقفوا داعمين أو على الأقل صامتين أمام ما تعيشه مصر منذ الانقلاب.
الشيخ الجليل الذي ألقى بياناً، لم تذعه إلا قناة واحدة، وتداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر في خطابه حالة من الاتساق مع مبادئ الديمقراطية وقيم الدولة المدنية الحديثة، اعتبرها الصحفي «وائل قنديل» أكثر اتساقاً من خطاب رموز من وصفهم بـ «ليبرالية البيادة» وديمقراطية المدرعة.
ففي مقاله بجريدة «الشروق»، وصف قنديل، الشيح حشن الشافعي بـ «إمامه الأكبر»، حيث قال «أعلن أن هذا الشيخ شيخي وإمامي الأكبر ومرجعيتي الدينية والإنسانية فى زمن العمائم المعسكرة والثورية المجنزرة».
وأضاف «هذا الرجل ذو الثلاثة والثمانين عاماً يبدو أكثر شباباً وثورية وحيوية من صغار تكلست ثوريتهم وشابت بفعل حرارة مطابخ الحشد المموه، يجأر بالحق فى وقت قرر فيه الجميع، إلا من عصم ربك من الاستئناس والتدجين، فى وجه سلطان جائر، ويعلن أمام العالم رفضه للعملية الانقلابية المحبوكة وانتصاره للدماء المصرية الزكية، وتعففه عن عضوية لجنة مصالحة وهمية تهدف إلى تجميل القبح أكثر مما ترنو إلى إحقاق الحق».
وعرض قنديل بعضاً مما جاء في كلمة الشافعي والتي كان من أهمها: – ما جرى فى 30 يونيو مؤامرة انقلابية كاملة الأركان من قبل بدء الدكتور مرسى حكمه
– ثورة 25 يناير لن تنسخ ولا تستبدل فهى قائمة دائمة فى قلوب المصريين ومن يخرج عليها فاسدون مضللون.
– عار على الثوار أن يضعوا أيديهم فى يد الرموز الفاسدة وإلا فمن يفعل يقامر بمستقبله.
– أعرف الفرق بين التدين الصحيح والإرهاب والمسلمون الآن فى مصر ليسوا إرهابيين.
– لا ارضى لجنود مصر أن يتورطوا فى السياسة وعليهم أن يسارعوا لحماية الوطن فقط.
– أرفض أن يظل د. مرسى الرئيس المنتخب حبيسا ويجب عودته لأبنائه.
– الإعلام الانقلابى يروج لشائعات بأن المتظاهرين حاولوا اقتحام مقر الحرس الجمهوري وقد وصلتنى الحقيقة من أكثر من 10 رجال بكذب هذه الادعاءات
– أين حماية المتظاهرين كما حميتم المعارضين من قبل ؟
واختتم قنديل بقوله «كان سهلاً أن يسلك الشيخ حسن الشافعي كما سلك عبد الرحمن بن خلدون مع تيمور لانك صديق الطغاة والغزاة وصوتهم، لكنه اختار أن يكون على درب العز بن عبد السلام (عز الدين وسلطان العلماء وبائع الملوك)».