على الرغم أنه من الصعب تشبيه ديكتاتور يقمع شعبه بزعيم يتباهى به الشباب في جميع العالم الإسلامي ويتخذه قدوة في تصرفاته، إلا أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية خرجت عن المألوف في مقال لها اليوم لتشبه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالديكتاتور المصري السابق حسني مبارك.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية في المقال الذي حمل عنوان- في عيون شباب اسطنبول أردوغان مثل مبارك- إن غالبية المسئولين الاسرائيليين يعيشون الآن فرحة عارمة عقب الاحتجاجات التي اندلعت في مدينة اسطنبول التركية منذ ثلاثة أيام اعتراضا على إقامة مشروع تعتزم الحكومة التركية إنشاءه في "ميدان تقسيم" وسط العاصمة.
وقالت الصحيفة إن فرحة جميع المسئولين الإسرائيليين لن تضاهي الفرحة التي يعيشها الآن وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيحدور ليبرمان – المعروف بكراهيته لأردوغان- الذي من المحتمل أن يخرج من عزلته ليعلن عن فرحته أمام الإسرائيليين قائلاً "ألم أقل لكم"، في إشارة من الصحيفة الى أن ليبرمان كان يتمنى ويتوقع سقوط رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان.
وقالت هآتس إن إسرائيل تلتزم الصمت الشديد بشأن ما يحدث في تركيا ولن تصدر أي بيانات رسمية في هذه الصدد كما هو الحال بالنسبة للزعماء الأوروبيين الذين ينتظرون ما سوف تسفر عنه الأحداث في تركيا، وبالنسبة لواشنطن فعلى الرغم من العلاقة الوطيدة التي تجمع بين أوباما وأردوغان إلا أن الإدارة الأمريكية يهمها ترسيخ مباديء العلمانية في تركيا.
وزعمت الصحيفة العبرية أن جميع وسائل الإعلام التركية امتنعت ولساعات عديدة عن نقل وقائع الاحتجاجات السائدة في المدن التركية حتى أن "سي ان ان تركيا" كانت تبث برنامجا للطبخ في الوقت الذي كانت تنتشر فيه الاحتجاجات والمناوشات بين الحكومة والمحتجين وذلك بسبب خوف وسائل الإعلام من بطش الحكومة، وذلك حسبما تزعم الصحيفة الإسرائيلية.
وتابعت الصحيفة: ومثل مبارك أرسل أردوغان الشرطة لتتعامل بعنف مع المحتجين ووصف الناشطين بالجناة والإرهابيين والشيء الوحيد الذي فات رئيس الوزراء التركي أن يصف المحتجين بأنهم منظمون من جانب الموساد.
