شبكة رصد الإخبارية

معارك ضارية على كافة محاور غزة والمقاومة تتصدى لتوغلات الاحتلال

منذ ساعات الصباح، يشهد حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ومخيم جباليا شمالي القطاع، ومدينة خان يونس جنوبه، معارك عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.

وأوقع مقاتلي الفصائل، جنودا من قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة بمحاور مختلفة، في كمائن حققت “إصابات مباشرة” شرق وجنوب مدينة غزة، بحسب بيانات منفصلة للفصائل الفلسطينية.

وقالت مصدر طبية وشهود عيان، إن جيش الاحتلال واصل قصفه لمناطق مختلفة من قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وحسب وكالة الأناضول، نقلا عن شهود عيان ومصادر محلية، إن اشتباكات “غير مسبوقة” تركزت في حي الشجاعية ومحيط مخيم جباليا، وذلك بعد أن وقعت قوة من جيش الاحتلال في “كمين محكم” في الشجاعية شرق غزة، فجرا.

ونقل عن الشهود والمصادر، قولهم إن “الكمين تخلله إطلاق نار بشكل مباشر على وحدة خاصة من القوات الإسرائيلية، وتم تفجير عبوة ناسفة فيها”.

وأوضح أن “القوة الأولى حصلت على مساندة من قوة ثانية وقعت هي الأخرى في كمين مشابه حيث تم إطلاق النار عليها بشكل مباشر”.

وبحسب تقديرات المصادر، فإن عدد القتلى في صفوف الجيش قد يصل إلى 10 قتلى.

وأجلى جيش الاحتلال الإصابات من المكان، وسط تغطية ميدانية أطلق خلالها النار والقنابل الدخانية بشكل كثيف، فيما تراجع بعد ذلك من المنطقة، بحسب إفادة المصادر.

وأوضحوا أن المقاتلات الحربية والآليات المدفعية قصفت مكان الكمين بشكل مكثف.

ولم يصدر تعقيب فوري من المقاومة الفلسطينية حول هذا الكمين.

لكن وسائل إعلام عبرية كشفت الأربعاء، عن كمين نصبه مقاتلو حركة “حماس” لجنود من لواء “جولاني” في حي الشجاعية، وأدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الضباط والجنود.

وسمح جيش الاحتلال بنشر أسماء 9 ضباط وجنود من لواء “جولاني” قتلوا في الكمين وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة.

ويطلق على لواء “جولاني” للمشاة لقب “النخبة” بجيش الاحتلال، فيما وصفت صحيفة “معاريف” العبرية ما جرى بأنه “كارثة الشجاعية”.

وقالت: “في المساء (الثلاثاء)، قام جنود جولاني بتطهير المباني المشبوهة في قصبة الشجاعية، وهي منطقة كثيفة السكان في قلب الحي”.

وأضافت الصحيفة: “تم إطلاق النار على القوة، وبدأ إطلاق النار بشكل دقيق من المنازل المجاورة، ووقعت لاحقا معركة أطلقت خلالها عبوة ناسفة على الجنود المتواجدين في الشارع، وقتل بعضهم”.

وتابعت: “بالإضافة إلى ذلك، أحدثت العبوة الناسفة أيضا فجوة بين القوات الإسرائيلية”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “تم إرسال قوة إنقاذ تابعة لجولاني إلى المكان، بما في ذلك القوة 669، بينهم قائد السرية التكتيكية”.

وقالت: “تم إطلاق النار عليهم فدخلوا مبنى يبدو أنه كان مفخخا مسبقا، وبعد ذلك وقع انفجار كبير في المنزل، مما أدى إلى وقوع أضرار كبيرة وسقوط ضحايا في صفوف من كانوا داخل المبنى”.

وأضافت الصحيفة: “وبعد ذلك مباشرة، تم إرسال قوة إنقاذ أخرى، ووقع المزيد من القتال في المنطقة، بالتوازي مع عملية إنقاذ معقدة للغاية للمصابين”.

من جانبها، قالت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان إن عناصرها “خاضوا اشتباكات ضارية مع جنود العدو في حي الزيتون شرق غزة، واستهدفوا آليتين بقذائف تاندوم”.

وأفادت في بيان آخر أنها “اشتبكت مع قوة خاصة من مسافة صفر في محاور التقدم بالشجاعية، وأوقعوها بين قتيل وجريح”.

وفي مخيم جباليا، لم تنجح قوات جيش الاحتلال بالتوغل لأعماقه رغم محاصرته منذ عدة أيام وتنفيذ عمليات عسكرية على أطرافه، بحسب ذات المصدر السابق.

وشهد المخيم، الأربعاء، اشتباكات مكثفة على أطرافه الغربية والجنوبية والشمالية، وكذلك المناطق الشمالية من القطاع في بلدة بيت لاهيا والشمالية الغربية، وسط قصف جوي ومدفعي.

واستهدف مقاتلو الفصائل عددا من الآليات العسكرية لجيش الاحتلال في المناطق الشمالية من القطاع، بحسب بيانات منفصلة عن كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، وسرايا القدس.

وقالت “القسام”، إنها “استهدفت دبابتي ميركافا في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة بقذائف الياسين 105”.

وأضافت في بيان آخر: “استهدفنا جرافة بقذيفة الياسين 105 في تل الزعتر شمال القطاع”.

وأما “سرايا القدس”، فقد استهدفت وفق بيانها، “3 آليات وناقلة جند بقذائف تاندوم وعبوات ناسفة في مخيم جباليا ومنطقة التوام”.

وفي مدينة خان يونس، ما زالت قوات جيش الاحتلال تتمركز في مواقعها بمناطق شرق وشمال والشمال الغربي للمدينة.

وأفادت المصادر المحلية، أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي حاولت تنفيذ عملية إنزال بحري غرب المدينة، فجر الأربعاء، إلا أنها فشلت بعد أن واجهت مقاومة ضارية من مقاتلي الفصائل.

واستهدف مقاتلو الفصائل في مدينة خان يونس، آليات ومركبات إسرائيلية عسكري وتجمعات للجنود موقعين إصابات محققة، بحسب بيانات صدرت عن “كتائب القسام”، و”سرايا القدس”.

وقالت “القسام” في بيان “تمكن مقاتلونا من تدمير ناقلة جند صهيونية بشكل كامل شرق مدينة خان يونس بقذيفة P29”.

وفي بيان لحركة حماس قالت فيه، إن كتائب القسام “استهدفت 7 دبابات وناقلتي جند بقذائف الياسين 105 وعبوات شواظ، في محوري شرق وشمال المدينة”.

وأفادت الكتائب، في بيان منفصل، “باشتعال النيران في دبابة ميركافا استهدفتها في منطقة معن بالمدينة”.

وقالت إنها “قصفت تجمعات العدو المتوغلة في محيط شارع 5 بخان يونس بقذائف الهاون”.

وأما سرايا القدس، فقد قالت إنها “قصفت الحشود العسكرية الإسرائيلية في محاور التقدم شرق خانيونس بصواريخ وقذائف هاون”.

جنوب غزة:

أوقع مقاتلو المقاومة الفلسطينية قوات من الجيش الإسرائيلي في كمين أسفر عن قتلى وجرحى.

وقالت كتائب “القسام” وسرايا القدس، في بيانين منفصلين، إنهما نفذتا “عملية مشتركة تمكنا خلالها من إيقاع قوة قوامها 15 جنديا في كمين محكم، والاشتباك معهم من مسافة صفر في منطقة المغراقة جنوب غزة”.

وأضافت: “أوقعنا جميع القوة بين قتيل وجريح، وبعدها قصفنا المنطقة بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل”.

وفي بيان منفصل، قالت “القسام” إنها استهدفت “غرف القيادة الميدانية للعدو في المحور الجنوبي لمدينة غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل، وبصواريخ رجوم قصيرة المدى”.

وفي وقت سابق الأربعاء، قال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، في مقال تحليلي بصحيفة “هآرتس” العبرية إن الظروف القتالية ميدانيا والالتحام من مسافات قريبة بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حماس “قلل من الأفضلية النسبية التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي في مجال التكنولوجيا والاستخبارات”.

كما وصف شبكة الأنفاق التي أقامتها حماس بأن “حجمها وتعقيدها تجاوزا كل ما توقعته المخابرات الإسرائيلية”.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد الضباط والجنود المصابين منذ بداية الحرب البرية في قطاع غزة إلى 619، بينهم 139 جروحهم خطيرة، فيما بلغ عدد قتلاه منذ بداية المعارك 115.

ومنذ 7 أكتوبر يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء، 18 ألفا و608 قتلى و50 ألفا و594 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023