طالب الرئيس محمد مرسى اليوم الأربعاء بتعزيز وتفعيل الحوار والتفاهم بين العالم اﻹسلامي وبين الدول والتجمعات الأخرى على نحو يضمن تحقيق الاحترام المتبادل ويجسر هو الثقة بينها مع ضرورة التصدي للفتن المذهبية والطائفية على صعيد الأمة من خلال الحوار والتثقيف.
و قال الرئيس مرسى خلال كلمته الافتتاحية في القمة الإسلامية المنعقدة في القاهرة إننا عانينا مرارا من جراء ضعف آليات الحوار القائمة بين الأطراف المختلفة أو عدم فعاليتها كما اكتفينا مراراً بالتألم لوقوع قتلى وجرحى جراء الاحتجاجات على أفعال مشينة تُسئ لمقدساتنا .
التصدي للفتن
وطالب الرئيس بضرورة التصدي للفتن المذهبية والطائفية على صعيد الأمة من خلال الحوار والتثقيف ، معللا تلك الفتن، إن لم نُخمدها سوياً، فإنها سوف تسرى في جسد الأمة مشيرا انها قد تفلح في تحقيق ما فشل أعداء الأمة في تحقيقه من خارجها
وأكد مرسى أن مصر وعلماءها كانوا وسيظلون رافعي لواء العلوم الإسلامية، في سبيل احتواء خطر الفتنة ونشر صحيح الدين في كل بقاع العالم الإسلامي.
وأشار مرسى إلى ما تعانيه بعض دول الأمة الإسلامية من أوضاع اقتصادية أو إنسانية صعبة سواءً بسبب خلل هيكلي أو جراء كوارث طارئة، مما يستدعى النظر في تطوير منظومة الإغاثة القائمة وإعادة هيكلة الصناديق الإغاثية للمنظمة بما يضمن تنميتها و زيادة فعاليتها والتفكير في وضع آليات للإنذار المُبكر تضمن المساهمة في منع أو معالجة آثار مثل تلك الكوارث.
التحديات الهامة
وأضاف أنه يجب الاتفاق على تشكيل آلية تنسيقية بين الجمعيات الإغاثية و مؤسسات المجتمع المدني داخل الدول الأعضاء لتوجيه جهودها و رفع كفاءتها مع كل التقدير و الاحترام لما هو قائم من جهود.
و على الصعيد السياسي قال مرسى أن الأمة تعانى من عدة تحديات أهمها القضية الفلسطينية وهى حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم أجمع ، مؤكدا أن مصر ملتزمة بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى ينال حريته في وطنه المستقل.
ووجه الرئيس كلمة للنظام السوري قال فيها " إن على النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ و يعي درسه الخالد : إن الشعوب هي الباقية و إن من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة" .
وفى هذا السياق دعا الرئيس جميع الدول الأعضاء لمساندة و دعم الخطوات الهامة التي يتخذها السوريين من اجل توحيد صفوفهم وإقامة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، داعيا كافة أطياف المعارضة التي لم تنضم للائتلاف إلى التنسيق معه وإلى مؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة لعملية البناء الديمقراطي لسوريا الجديدة
وأهاب الرئيس بالمعارضة السورية أن تسرع في اتخاذ الخطوات اللازمة لتكون مستعدة لتحمل المسئولية السياسية بكافة جوانبها حتى إتمام عملية التغيير السياسي المنشود بإرادة الشعب السوري وحده.
وأكد مرسى على دعم مصر لوحدة الأراضي المالية وسلامة شعبها وتراثها الثقافي، داعيا إلى معالجة جذور الأزمة سياسياً وتنموياً وفكريا وأمنيا في الوقت الذي يراعي فيه حقوق الإنسان .
وأردف الرئيس محمد مرسى قائلا يجب علينا أن نتكاتف كدول أعضاء في هذه المنظمة الهامة في السعي لإصلاح المؤسسات العالمية و التأسيس لنظام حوكمة رشيد له آليات ديمقراطية حقيقية تمثل فيها دول العالم على قدم المساواة و تساهم في تحقيق السلم و الأمن العالمي بما يؤدي إلى نظام عالمي يدعم قيم العدل و الحق و الشراكة الإنسانية.
ومن الجدير بالذكر أن الدورة الثانية عشر للقمة الإسلامية منعقدة في القاهرة بحضور قادة وزعماء العالم الإسلامي وتستمر لمدة يومين 6و7 من فبراير الجاري .