سؤال إلى من اجتمع من السادة القضاة بناديهم : لماذا لم تجتمعوا كما اجتمعتم اليوم يوم أن أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الإعلان الدستوري المكمل الذي اختص به نفسه سلطة التشريع وتقاسم به السلطة مع رئيس الدولة ، ومنح نفسه حق التدخل في عمل تأسيسية الدستور ؟ أريد إجابة يطمئن إليها قلبي .
يا قضاة مصر الأجلاء : أليس من سلطة رئيس أي دولة – بحسب نظرية الظروف الطارئة التي قررتموها في أحكامكم – أن يصدر تشريعات تحقق المصالح العليا للأمة ولو تعارضت تلك التشريعات مع بعض المبادئ الدستورية ، متى كانت تلك المبادئ بوضعها الحالي لا تلبي احتياجات الوطن في هذه المرحلة ؟
يا من تعتبرون رئيس مصر ديكتاتور لأنه يتمسك بكل من اللجنة التى تصنع مشروع الدستور ، وبمجلس الشورى المنتخب ، ليكون حكم البلد من خلال مؤسسات ، اليس الديكتاتور هو الذى يحل كل المؤسسات وينفرد هو بكل السلطات ؟ وما رأيكم فى من حل مجلس الشعب ، وكان بصدد حل التأسيسية ، وحل مجلس الشورى ؟ هل هذا هو اللاديكتاتور ؟
يااخوانى المعترضين على رئيس البلاد : من منكم يستطيع أن يحكم مصر بلا مؤسسة تشريعية ولا دستور يلبى احتياجات الوطن ؟ اللهم إلا إذا كان فاسدا مستبدا ، من يراقب أداء الحكومة فى غياب البرلمان يا منصفين ؟ والسلطة التنفيذية تتفرغ للتشريع فى غياب البرلمان أم تتفرغ لقضاء مصالح العباد يا مصلحين ؟ وإذا كانت القوانين التى وضعها نظام مبارك تتيح لسلطة القضاء حل كل شيء ، كيف إذن تتحقق مصالح البلد ؟ أليست قرارات الرئيس تحمى مؤسسات الدولة ، وتصونها ، لما لم تعتبرونها تعديلا لما في القوانين التى تتيح حل كل شىء من اعوجاج ، أليست هي استجابة لمطالب الشعب ، وتحقيقا لأهداف الثورة ، ألم يطالب الشعب – إبان ثورته وإلى الآن بإقالة النائب العام السابق ؟ ألم يطالب الشعب بالقصاص من قتلة الشهداء ؟ بل ألم ينتخب الرئيس على أساس القصاص العادل من قتلة الشهداء ؟ أليس من حق الشعب أن ينعم بدستوره لتستقر أوضاعه وتتحقق مصالحه ؟
لا تنسوا في غمار حماية المكاسب الخاصة ، والمصالح الضيقة ، والأهداف النظرية البحتة ، مصالح الفقراء والمعوزين ، والمساكين والعاطلين ، والمكبلين بالديون ، والمغيبين في هموم الليل وذل النهار ، لا تنسوا الاقتصاد الذي يحتاج إلى مناخ مستقر ، تدعمه مؤسسات الدولة كلها ، لا تنسوا ذلك ، لأنكم عليه أمناء ، وفى خدمته أقامكم الله ، والله سوف يوقفكم أمامه لتسألون ، ويومها لا ينفعكم منصب ولاجاه ، ولا سلطان ولا حاجب ، فمن ثقلت موزاينه فهو في عيشة راضية ، ومن خفت موازينه فأمه هاوية ، وما أدراك ماهية ، نار حامية ، أعاذنا الله وإياكم جميعا .
وفى الأخير لا تنسوا أخوتكم فيجعل الله بأسكم بينكم شديد