في أيام الثورة قالت لي صديقتي الفلسطينية المغتربة معي أنها والفلسطينيين يتابعوا الأحداث ويدعوا للمصريين بالنصر…
وأقسمت أنها لا تستطيع النوم وأن الجزيرة مباشر مفتوحة في المنزل 24 ساعة في اليوم…
وتعجبت من قولها وسألتها:إلى هذه الدرجة ؟ …
فقالت لي إن مصر هي أمل كل الفلسطينيين وأن مصر إن تحررت من النظام الموالي لإسرائيل فإن الأمل سيكون كبيرا في أن تتحرر فلسطين ويعودوا لأرضهم مره أخرى…
و أثلج صدري الحماس والحب الذي ملأ كلامها وسعدت أن حكم مبارك ثلاثون عاما لم يغير من نظرة إخواننا لنا ومازالوا ينظروا لنا على أننا السند والملاذ…
ثم انتهت الثورة ومع أول بوادر التغيير في سياساتنا تجاه فلسطين ظهرت نداءات تطالب بوقف دخول الغاز القطري لغزة وارتفعت مطالب بغلق المعابر وقطع المساعدات " الوهمية " عن الفلسطينيين….
ووجدنا من يحذرنا من أن الرئيس سيساعد غزة مجاملة لحماس لأنهم إخوان مثله …
بل وتمادى البعض مناديا بمحاربة حماس الإرهابية مشيدا بجهود إسرائيل في محاولة تأمين الحدود مع مصر ضد الإرهابيين الفلسطينيين …
صديقتي الغالية عذرا إن لم أرد على مكالماتك الفترة الماضية فلم يكن عندي ردود على أسئلتك التي أتوقعها ولم أكن لأتحمل خيبة الأمل في صوتك…
ولن يقلل من شعوري بالخزي إدعائي بأن هؤلاء ليسوا منا … ولا يمثلوا المصريين …
بل هم أقلية ولكنهم يملكوا قنوات إعلامية تجعل صوتهم عال… ففضلت الابتعاد .
صديقتي الحبيبة افتقدتك …
ولم أجد الشجاعة لأتحدث إليك إلا اليوم مع أول خطوة صحيحة وجريئة أفخر بها…
مع استدعائنا لسفيرنا في إسرائيل اعتراضا على ما يحدث في غزة…
أول مره أشعر بالفخر تجاه رد فعل رئيس بلدي…
وأتوقع أن يكون هذا مجرد بداية لتداعيات أخرى الأيام القادمة إن شاء الله …
أول مرة يكون لنا ردة فعل بعيدة عن الشجب والرفض الشفهي…
عزيزتي تفاءلي فالقادم خير إن شاء الله …
وستبقى فلسطين بقلوبنا وأهلها منا …
وستبقى دعوتنا جميعا أن نستشهد فداء للأقصى أو أن يرزقنا الله صلاة فيه