قالت «هيومن رايتس ووتش» اليوم إن الحكومة السعودية أنفقت مليارات الدولارات على استضافة الأحداث الترفيهية والثقافية والرياضية الكبرى كاستراتيجية متعمدة لحرف الأنظار عن صورتها كدولة ترتكب انتهاكات متفشية.
وأشار مايكل بَيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش في تقرير للمنظمة: إلى أنه «ينبغي أن يتمتع المواطنون والمقيمون في السعودية بالفعاليا الترفيهية والرياضية من الدرجة الأولى، لكن ينبغي أن يتمتعوا أيضا بالحقوق الأساسية مثل حرية التعبير والتجمع السلمي».
وأوضح أنه «عندما تتقاضى مجموعة من نجوم هوليوود والرياضيين الدوليين وغيرهم من المشاهير العالميين أموالا حكومية لأداء عروضهم في السعودية، بينما يسكتون عن السجل الحقوقي للحكومة، فإنهم يعززون استراتيجيةً لتلميع انتهاكات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان».
ولفتت هيومن رايتس ووتش إلى أن مثل هذه الأحداث يمكن أن تُستخدم لمواجهة التدقيق المنتقد لانتهاكات الحكومة السعودية لحقوق الإنسان، بما فيها قتل خاشقجي، وتقويض الجهود المبذولة لمحاسبة المسؤولين السعوديين.
وأوردت المنظمة: تبنى محمد بن سلمان إنشاء قطاع الترفيه بالتزامن مع تطورات لصالح النساء والشباب. رغم أن هذه التغييرات واسعة ومهمة، إلا أنها ساعدت أيضا في التعتيم على تقليص كبير في الحقوق المدنية والسياسية منذ أن تولى محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017.
وتابعت: بينما كان قطاع الترفيه الناشئ يحظى بثناء دولي، كانت السلطات السعودية تنّفذ في الوقت نفسه موجات من الاعتقالات التعسفية بحق المعارضين، والناشطين، والمثقفين، وأعضاء العائلة المالكة.
وأضاف بيج: «بذلت الحكومة السعودية كل ما في وسعها خلال العامين الماضيين لدفن مقتل جمال خاشقجي تحت العروض والأحداث الرياضية».
ولفت التقرير إلى أن الحكومة السعودية أدركت أن استضافة المشاهير والفعاليات الترفيهية والرياضية العالمية الكبرى وسيلة قوية لتلميع سمعتها وإقناع المستثمرين الدوليين بالاستثمار في البلاد رغم تفشي الانتهاكات الحقوقية.
وأوضح أن الحكومة ضخّت بالفعل مئات ملايين الدولارات في هذه الاستراتيجية، بهدف معادلة الكفة مع عمليات التدقيق والإبلاغ التي تقوم بها المنظمات الحقوقية والنشطاء الحقوقيون المحليون.
وبموجب رؤية 2030، استثمرت السعودية بكثافة في إنشاء صناعة ترفيه محلية وجذب أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم. في مايو 2016، حيث أنشأت الخطة «الهيئة العامة للترفيه» بخطط لاستثمار 64 مليار دولار في الموسيقى، والترفيه، والرياضة، والفن، والسينما، من بين أمور أخرى.