تُوفيت «سنية مصطفى»، والدة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين د. محمد البلتاجي، صباح الجمعة، في القاهرة، عن عمر يناهز 84 عاماً بعد صراع مع المرض.

وتقدمت لجنة الدفاع عن «البلتاجي» بطلبٍ للسماح له بحضور جنازة والدته، مع توقعهم رفض الطلب، نظرا لرفض طلبين مماثلين في يوليو 2016 بدفن شقيقته، وفي يوليو 2018 بدفن والدة زوجته.

وفي السياق نفسه نشرت السيدة «سناء عبدالجواد» زوجة «البلتاجي» منشورا على فيسبوك بخصوص الخبر، طالبت فيه بعد التعزية، بالسماح لزوجها بحضور جنازة والدته.

ولم يُسمح للبلتاجي بلقاء والدته خلال آخر 6 أعوام في محبسه، إلا مرة واحدة استمرت عشر دقائق فقط، في إحدى جلسات محاكمته بقضية «فض رابعة» في معهد أمناء الشرطة، في مشهدٍ أثار موجة واسعة من التعاطف والتأثر.

وكانت والدة البلتاجي هي آخر مَن تبقى ليحضر جلسات محاكمته، وذلك بعد استشهاد ابنته أسماء في مجزرة رابعة العدوية في 2013، ثم اعتقال ابنه أنس قبل سنوات وإيداعه سجن العقرب، ثم مغادرة زوجته وابنيه عمار وخالد للبلاد هربا من الملاحقات.

وكانت أم البلتاجي تحضر الجلسات على كرسي متحرك، نظرا لمعاناتها من ظروف صحية سيئة، وعدد من الأمراض المزمنة، لكنها كانت تواظب على الحضور بشكل منتظم.

وفي مارس 2019 أصدر أسرة البلتاجي بيانا يحمل السلطات المسؤولية الكاملة عن صحته، وذلك بعد تدهورها لأسوأ درجة ممكنة، وإصابته بجلطة دماغية.

وتعد أسرة «البلتاجي» من أبرز الأسر المصرية التي تعرضت إلى التنكيل بكامل أفرادها، بسبب «خصومة شخصية» مع القيادي بالإخوان، وذلك بسبب شهرته الواسعة وثقله في الوسط السياسي المصري.

و«د.محمد البلتاجي» هو أحد أبرز قيادات الإسلام السياسي في مصر، وقيادي بارز في جماعة الإخوان المسلمين، وله مواقف جعلت منه أيقونة ثورية عند التيارات بمختلف توجهاتها، بداية من ثورته كنائب في البرلمان، ومرورا بقيادته للثورة مع آخرين على منصة التحرير، ووصولا إلى وقوفه على منصة رابعة حتى استشهاد ابنته الوحيدة أسماء بين يديه، واعتقاله المستمر منذ ست سنوات حتى الآن.

وتأتي وفاة والدة البلتاجي عقب يومٍ من وفاة عبدالله الابن الأصغر للرئيس الراحل محمد مرسي، بأزمة قلبية، مما أثار موجة واسعة من التضامن مع الأسرتين.