شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حتى لا تغرق السفينة

حتى لا تغرق السفينة
حتى لا تغرق السفينة مصر تمر بمرحلة خطيرة ، تشهد اضطرابات سياسية وإضرابات فئوية ، وتطاولات إعلامية ممنهجة غير مسبوقة ، تدفعها...

حتى لا تغرق السفينة
مصر تمر بمرحلة خطيرة ، تشهد اضطرابات سياسية وإضرابات فئوية ، وتطاولات إعلامية ممنهجة غير مسبوقة ، تدفعها تيارات مشبوهة تعمل لمصالحها الشخصية ، ومنفذة لأجندات خارجية ، يهمها أن تظل مصر دائما بلا استقرار .
وتلك التيارات ظهرت بوضوح شديد وكشفت اللثام عن وجهها القبيح وفكرها المنحرف التى تفوح منه رائحة النتن بعد أن كانت مختفية فى جحورها كالفئران ، قبل ثورة 25 يناير التى أزاحت الظالم بظلمه وطغيانه ، وكشفت عن كثير من افراد الشعب عبثهم وفوضاويتهم كما كشفت عن مدى انحطاط الأخلاق التى نعانى منه الآن فظهر التبجح وظهرت البلطجة وانتشرت المخدرات وزادت الإباحية والخلاعة والفسق والفجور فى المجتمع ، وإن كان ذلك موجودا من قبل ولكنه كان متخفيا ومستترا إلا قليلا منه ، واستغلت تلك التيارات المدنية ما تمر به مصر من أزمات واضرابات واضطرابات طاحنة فباتوا يقاتلون ويناضلون من أجل نشر أفكارهم التى خالطتها السموم وواصلوا دأبهم
لنشر الفاحشة والرذيلة فى المجتمع تحت مسمي المدنية أو العلمانية أو الليبرالية أو اليسارية أو الشيوعية أو الاشتراكية وغيرها من المذاهب المناهضة للدين والقيم والأخلاق ، والتى لا يختلف عليها اثنان من ذوى الدين والعلم والعقل السليم أنها مذاهب كفرية تدعو إلى التحرر من العبودية لله تعالى بترك أوامره وشريعته والتمرد عليها والانقياد لهوى النفس وإتباع الشيطان وإشباع الشهوات والغرائز بما حرم الله تعالى ، فتلك المذاهب العلمانية والليبرالية تدعو إلى الحرية المطلقة التى لا سقف لها ولا ضابط شرعي أو أخلاقى ، ولا تعترف بإله ولا دين ولا خلق وإن زعم دعاتها فى مصر غير ذلك واستتروا خلف ادعائهم وزعمهم للاسلام أو انتمائهم إليه ، فتلك المذاهب تبيح الزنا والخنا والفسق والفجور والكفر بكل القيم والأخلاق والشرائع السماوية تحت مسمي الحرية ، وفى هذه الآونة قد ارتفعت أصوات دعاتها عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة دون خجل أو استحياء بل صاروا يتفاخرون بالفاحشة وقد فاقوا الأنعام جهلا وغباء وضلالا ، فلهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل ، فهؤلاء الشرذمة هم أضل من البقر والجاموس والحمير والبغال ، وهؤلاء مازالوا يعبثون فى السفينة ويعملون بكل طاقتهم لإغراقها حيث أنهم لم يجدوا بغيتهم فى قائدها ، الذى يتسم بالزهد والصلاح والذى يجاهد على قدر استطاعته حتى ينجو بها وبمن فيها إلى شاطئ الأمان ، وغر هؤلاء الجهلاء صبره وحلمه وعفوه وطيبة قلبه ، فتمادوا فى غيهم وضلالهم وإضلالهم وفسادهم وإفسادهم ، حتى تطاولوا عليه بالتلميح تارة وبالتصريح أخرى ، يريدون اسقاط هيبته وهيبة الدولة ، فتنتشر الفوضى ويعم الفساد وتغرق السفينة بمن فيها جميعا ، فهؤلاء يقودون ثورة مضادة بكل شراسة لإجهاض ثورة الشعب الحقيقية التى قامت بمشيئة الله تعالى وانتصرت بقدرته وإرادته ، تساندهم فى ذلك بعض المؤسسات الحكومية التى مازالت تئن بالفلول من أنصار الدولة العميقة ونرى ذلك واضحا فى كثير من أحكام القضاء التى صدرت فى قضايا قتل الثوار وقضايا الفساد المالى والإدارى وقضايا السب والقذف لرمز الدولة وقائدها والتحريض على قتله علانية عبر الفضائيات وغير ذلك من سب للدين و شتم بأبشع الألفاظ و أقبحاها علانية على الشاشات الفضائية فى برامج التوك توك (التوك شو ) دون مراعاة لشعور المشاهدين ، و هؤلاء جميعا قد حصلوا على براءات من كل التهم التى ارتكبوها رغم أنها موثقة إعلاميا ومتداولة على المواقع الإلكترونية تصرخ بإدانة أصحابها ووقاحتهم وسوء أخلاقهم ونتن فكرهم وخبث نواياهم ، وتحريضهم على إثارة الفتن وزعزعة الأمن داخل البلاد وتعريض الأمن القومى للخطر ، فى حين أن أصحاب البرامج الهادفة والتى تعمل على كشف الحقائق بكل حيادية ، وتحترم الرأى والرأى الأخر الذى لا يضر بوطن أو مواطن وفى إطار الضوابط الشرعية التى تتحلى بحسن الخلق ، وتدعو إلى وحدة الصف ونبذ الفرقة ، والالتزام بالقيم والأخلاق للنهوض بمصرنا الحبيبة تصدر ضدها أحكاما بالغلق والوقف والمنع والمصادرة بسرعة كالبرق الخاطف كما حدث مع برنامج مصر الجديدة الذى يقدمه الشيخ خالد عبد الله على قناة الناس الفضائية والذى يعد من أفضل البرامج الحوارية التى تتسم بالحيادية وأدب الحوار ورقى الخطاب ، فما زال القضاء يكيل بمكيالين ولا يتحرى العدل مما يدل على أن يدا خفية تعبث بتلك المؤسسات ، وتعد المؤسسة القضائية من أهم المؤسسات التى يجب عليها أن تكون مستقلة بذاتها فى ذاتها فلا تقحم نفسها فى سياسات الدولة إذ أنها منوطة بتحقيق العدل فى الأحكام التى تصدرها والقضايا المنظورة أمامها بكل حيادية دون تمييز أو انحياز لشخص دون آخر أو جهة دون جهة ، حتى يطمئن الناس إليهم ، أما ما نراه الآن منهم أو من بعضهم فهو يثير الشكوك والريبة فى القلوب ، وهذا مثال لمؤسسة من المؤسسات وهى من الأهمية بمكان إذ أنها مؤسسة يجب عليها أن تكفل العدل للناس ، فما بالك بباقى المؤسسات التى تسلل إليها الفساد والانحراف ، وهى لا تزال تنخر فى قاع السفينة لإغراقها ، وحتى لا تغرق السفينة لابد للقائد أن يضرب بيد من حديد على يد هؤلاء المفسدون حتى يرتدعوا فإن الله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ، وتلك المرحلة لا تحتاج إلى مزيد صبر على هؤلاء الظالمين المفسدين ولا حلم ولا عفو لأن ذلك يزيدهم فسادا وإفسادا وظلما وطغيانا ، بل ويستمطر سخط الله تعالى حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم ” إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب ” وقائد السفينة هو رئيس الدولة المنتخب فيكف لا يأخذ على يد هؤلاء حتى تنجو السفينة بمن فيها ، فإلى متى سيطول حلمه وصبره وقد أوشكوا أن يغرقوا السفينة بمن فيها .
إن زياد بن أبى سفيان لما ولي على الكوفة ذهب إلى البصرة وخطب فى أهلها وإذا بثلاثة من الناس يرمونه بالحجارة وهو على المنبر فأنتظر حتى انتهوا ونزل من على المنبر وجلس على باب المسجد وأخذ يستوقف الناس عند خروجهم من المسجد ويستحلفهم بالله تعالى أنهم لم يرموه ولم يشاركوا ولم يشاهدوا من رماه بالحجارة فمن حلف منهم تركه ينصرف إلى أهله ومن رفض أن يحلف عزله وحبسه حتى خرج كل من فى المسجد قد عزل منهم ثلاثين أو ثمانين لم يحلفوا فقطع أيديهم جميعا فاستقام له أهل البصرة وخرست الألسنة ودخلت الفأران جحورها واستتب الأمن واستقرت البلاد ، فلابد من الحزم والحسم بقوة حتى ترسوا السفينة وننجوا جميعا ، نحن فى ثورة فأين ثورية القرارات وأين ثورية القوانين وسط معترك أمواج الفساد العاتية ، فيا قائد السفينة بادر قبل أن يبادر بك وسارع قبل أن يسارع بك ، وفقك الله وألهمك رشدك وسدد على الحق خطاك .
كتبه
د / محمد محمد محرم



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023