تواصلت الانتقادات الإسرائيلية ضد الحكومة والجيش لقرار وقف إطلاق النار مع حركة حماس في غزة، وعدم إنزال ضربات قوية ضد الحركة، ما تسبب بظهور مواقف إسرائيلية ضعيفة ومهزوزة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن رئيس الحكومة ووزير الحرب الأسبق إيهود باراك قوله إن «رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بدا مفلسا في المواجهة الأخيرة، وخضع لحماس تحت النار، واكتفى بكلام تفاؤلي ليس له رصيد من الواقع»، مشيرا إلى أن «حماس باتت من تقرر لإسرائيل، والأخيرة شعرت بأنها تستدرج لأنه ليس لديها استراتيجية، حتى بدا وزراء الكابينت كالأطفال في الحديقة، وهم يمثلون أعلى مؤسسة أمنية في الدولة».
وأضاف في مقابلة ترجمتها صحيفة «عربي21» أن «نتنياهو بدا عاريا، وما زلنا نذكر شعاراته حول القضاء على حماس، وظهوره الدعائي في مفترقات غلاف غزة، والإنذارات التي أرسلها لقادة الحركة، وفي النهاية خضع لها، لأنها باتت تقرر متى موعد اندلاع المواجهة، ومتى يحين وقفها، مع أن سلة الخيارات التي تحوزها الحكومة ورئيسها كثيرة جدا».
وأوضح أن «الحكومة الإسرائيلية تظهر كما لو أن لها مصلحة بالإبقاء على حماس، مرة من خلال رفض تقوية السلطة الفلسطينية، ومرة أخرى بالرضوخ لمطالب حماس تحت النار، مع أن مصلحة إسرائيل الاستراتيجية هي العكس، تقوية أبي مازن وإضعاف حماس».
وأشار إلى أن «نتيجة المواجهة الأخيرة ستدفع أعداءنا في حزب الله وباقي المنظمات المسلحة لأن يقتنعوا بأن إسرائيل تفهم الابتزاز تحت النار والقوة، انظروا معي إلى الاحتفالات في غزة، والمظاهرات الاحتجاجية في سديروت».
وختم بقوله: «عملت وزيرا للدفاع في حربي غزة الأولى في 2008 قتل خلال دقائقها الثلاث الأولى 350 من عناصر حماس، والحرب الثانية 2012 قتل في أول دقيقة منها قائد حماس أحمد الجعبري، حينها بدا واضحا من انتصر ومن هزم».
صحيفة معاريف نقلت عن إيهود أولمرت رئيس الحكومة السابق قوله إننا «فقدنا قوة الردع، وحماس أقامت لنا مدرسة للتعليم علينا حين أطلقت علينا 460 قذيفة صاروخية، لأننا أمام حكومة ضعيفة قامت على شعار القضاء على حماس بدون تسويات، ما يدفعنا للسؤال: كيف يقود نتنياهو الأمور في الدولة؟».
وأضاف أن «هذه الحكومة الإسرائيلية ليس لها سياسة قادرة على إحداث تغيير في الساحة الفلسطينية، ورغم أن لدينا شريكا فلسطينيا معتدلا ومستعدا للتعاون معنا لمحاربة العمليات المسلحة، لكن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد الحديث معها، وبدلا من ذلك تجري مفاوضات مع حماس التي لا يوجد إمكانية للحوار معها».
وأوضح أن «نتنياهو الذي كان ينادي قبل أسابيع فقط بالقضاء على أعداء الدولة، وقتل كل من يطلق النار علينا، هو ذاته اليوم الذي يوقع معهم على تهدئة، ولو أن أي رئيس حكومة آخر قام بذلك لأطلقوا عليه وصف خائ».
وأشار إلى أن «تصعيد غزة أكد أن نتنياهو رئيس ضعيف، عديم الخبرة، لا يتخذ قرارات، ولا يتحدث مع من يودون الحديث معنا، ويحاور من يرفضونه، ولذلك فإن الجولة الأخيرة التي انتهت ستعود لاحقا، لأن الحكومة ليس لديها سياسة تمنع تكرارها، والنتيجة أننا فقدنا قوة ردعنا أمام حماس، التي حولت أجواء الدولة كلها لحالة حرب، وتسببت بأزمة سياسية داخلية، حماس انتصرت بمعركة الوعي، بسبب ضعف الحكومة الحالية».
معاريف حصلت أيضا على عدد من ردود فعل الحلبة الحزبية في إسرائيل حول تطورات غزة، حيث قالت وزيرة الخارجية السابقة وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني إن «نتيجة الجولة الأخيرة مع حماس هي فشل أمني مزلزل، وإضرار خطير بقوة الردع الإسرائيلية، وخذلان لمستوطني الغلاف، وإثبات بأن الشعارات الحماسية وانعدام الاستراتيجية لن توفر أمنا للإسرائيليين، لذلك فإن المطلوب اليوم توفير هذه الاستراتيجية الأمنية الجديدة لمواجهة حكومة اليمين المتداعية».
وأضافت أن «الاستراتيجية التي تدعو إليها لمواجهة غزة قائمة على ردع عسكري لحماس، مقابل مبادرة سياسية مع الفلسطينيين، تحظى بشرعية دولية، وإيجاد أفق للسلام معهم».
أما عضو الكنيست من حزب «يوجد مستقبل» وأحد مستوطني غلاف غزة حاييم يالين فقد قال إننا «تلقينا 460 صاروخا من حماس خلال 24 ساعة، وبتنا منذ ثمانية أشهر في هذا الوضع الذي لا ننام فيه، 33 ألف دونم زراعي أحرقت بفعل البالونات المشتعلة، ولم تفعل الحكومة لنا شيئا، حتى خضنا خلال هذه الشهور 6 جولات تصعيد سقط علينا فيها 600 صاروخ».
وأضاف أن «نتيجة كل هذه الأحداث الأمنية أن كل القوى السياسة الحزبية في إسرائيل خذلتنا، وتخلت عنا، ولذلك فإن الحل يكمن في استمرار التفجيرات داخل غزة، واغتيال قادة حماس، لكن للأسف لدينا رئيس حكومة لا يعرف كيف يقود الدولة، وطالما بقي كذلك فسنبقى نحن الدروع البشرية بفضل سياسته».
وزير الداخلية الأسبق من حزب الليكود غدعون ساعر قال لصحيفة معاريف إننا «وصلنا إلى وقف لإطلاق النار من منطلق ضعف، مع أن حماس توقعت رد فعل إسرائيلي قوي على قذائفها الصاروخية، لأنه حين تطلق حماس هذه القذائف فيجب أن تشعر بأن سلطتها في خطر، لكن ما حصل أن إسرائيل وصلت نهاية هذه الجولة دون أن تكون ذات قوة على الأرض».
وأضاف أن «المسؤولية في ما حصل مع حماس في غزة تقع على المستوى السياسي ورئيس الحكومة، مع أن الأمر لا يتعلق فقط باليومين الأخيرين، لأن حماس منذ أشهر وهي تمارس ضغطا على إسرائيل عبر النار والصواريخ، اليوم هدفنا هو تحقيق الأمن لأطول فترة زمنية ممكنة، وردع حماس، بحيث تصاب بالمفاجأة من حدة الرد الإسرائيلي غير المتوقع لها».