مأساة جديدة تضاف إلى مآسي المصرين بالسعودية، "عبير علي" مصرية تعرضت للظلم هي وابنتها التي تحمل الجنسية السعودية؛ حيث تم حبسها واستخراج شهادة وفاه لابنتها رغم أنها مازلت على قيد الحياة، ولم تلق مساندة مسئولين السفارة المصرية بالسعودية بل الذين وقفوا بجوارها وساندوها هم مواطنون مصريون عاديون، التقينا بعبير لتحكي لنا تفاصيل قصتها خلال السطور التالية:
رصد: ما هي خلفيات واقعة زواجك بسعودي؟
أنا اسمي عبير علي من مواليد نوفمبر 1977، أبو ابنتي مواطن سعودي كان يسكن بالعمارة التي أسكن بها هو وعائلته كانوا يقضون الإجازات في مصر، وكان والده صديق شخصي لأبي وهو كان يعمل في شركة الكهرباء السعودية وكان موظف عاديًا جدًّا لا يملك إلا راتبه الشهري وأنا أوضحت لك ذلك لأن البعض يتصور أني بعت نفسي لمواطن سعودي من أجل المال.
رصد: متى نشبت الخلافات بينكما؟
اضطررنا للزواج عرفيًّا بسبب القانون السعودي ورفض زوجته لزواجنا، وهذه كانت بداية المشكلة بالنسبة لي أن تزوجت بهذه الطريقة فتزوجنا وقررت الإقامة في مصر بعد أن قام بتأجير سكن خاص لي وكان يأتي لي في الإجازات والمناسبات الرسمية في السعودية، ولكن كثرت المشاكل بيننا بسبب تلك المعاملة فقررت الانفصال عنه.
رصد: هل انقطع بينكم الاتصال بعد الانفصال؟
بالطبع حاول كثيرا معي ومع أهلي أن يرجع لي مرة ثانية ولكني كنت أخذت القرار وبعد فترة تزوجت وأكرمني الله ببنت من زوجي الثاني واستقررت على ذلك، ولكن عدم تحمل مسئولية زوجي الثاني أنه أب ويعول أسرة جعلنا ننفصل وترك لي البنت، وبعد أن علم طليقي السعودي بانفصالي عاود الاتصال بي وبشدة لكي أعود إليه مرة ثانية، ومع إلحاحه عادت المياه لمجاريها ولكن الأمر كان مختلفًا عن المرة الأولى.
رصد: كيف كان الأمر مختلفًا تمامًا؟ هل تقصدين في طريقة الزواج؟
نعم ففي تلك المرة أصر خالد أن أذهب معه إلى السعودية وأستقر معه هناك ولكن مشكلة أمر الزواج التي واجهتنا في المرة الأولى واجهتنا في المرة الثانية، فقرر أن أذهب إلى السعودية بأمر تكليف مربية أطفال هذا الأمر جعل والدتي ترفض أن أعود له ثانية ولكن ارتباطنا ببعض جعلني أتمسك به، فوافقت وسافرت معه واستأجر لي مسكنًا أمام البيت الذي كانت تسكن فيه زوجته لكي يضعها أمام الأمر الواقع و يرغمها على الموافقة على زواجنا.
رصد: ومتى بدأت المشاكل بينكم؟
في أول ثلاث سنوات كان خالد يعمل ليل نهار وكان يعجبني طموحه، لدرجة أني كنت من يرغمه على أخذ الراحة الأسبوعية فقد أكرمه الله وشارك في مكتب مرابحة إسلامية، وكنت أعمل معه بحكم مؤهلي الدراسي، وبدأ يعوضني من خلال الهدايا الذهبية وبعض المقتنيات الثمينة بعد أن أكرمه الله ولكن مع حدوث مشاكل المضاربة في البورصة بدأت المشاكل وتعرض لخسائر وبدأت الديون تلاحقه وبالفعل تم إلقاء القبض عليه وحبسه.
وانقطعت علاقة أهله بي تمامًا وأصبحت مثل التائهة فمدة إيجار البيت الذي أسكن فيه اقتربت على الانتهاء وليس معي أي شي كان يدخره بالبيت فاتصلت به فاتصل بأخي الأصغر وأرغمه على الاستقالة من عمله وأن يأتي ليجلس معي في الرياض ووعده أن يأتي له بعمل حتى ينتهي من تسوية أموره مع المودعين، فعرض عليه أن أنزل مصر فرفض وكنت في الشهور الأخيرة من الحمل وبالفعل وضعت ابنتي وعندما طلبت تسجيلها رفض بحجة تغريمه وزيادة فترة حبسه.
رصد: وما علاقة زيادة مدة حبس خالد بتسجيل البنت وإشهار زواجه؟
أنا تركت مصر وكان مكتوبًا في جواز سفري مربية أطفال، وقام خالد بتغيير المهنة من مربية إلى مدرسة وكنت على وشك إنهاء الإقامة وعدم تسجيله لي كزوجة كل هذه الفترة مخالف للقانون السعودي، وكانت ابنتي الكبرى على وشك دخول المدارس وكان لا بد وأن تجدد إقامتها لكي نقدم لها في المدرسة.
وقام بالاتصال بي وطلب مني أن أبلغ أخي أن يرسل له مبلغ 80 ألف ريال لكي يتم تسوية ديونه بعد تخلى أهله عنه وبالفعل قام أخي ببيع شقته بالشروق وأرسل له المبلغ ولكني انتظرت أن يتصل بي لدى خروجه فلم يتصل، حتى ألهمني الله وقمت بالاتصال بأحد المحتجزين معه فأعطاني خالد وأخبرته أني في خطر أنا وبناتي ولا بد من إثبات ابنته وتجديد الإقامة لكي يسهل لابنتي الكبرى التقديم في المدرسة فرفض ومن هنا بدأت رحلة العناء مع السفارة المصرية التي تعاملنا كأننا غرباء و كان هذا في أواخر 2008؛ حيث رفض السفير فوزي العشماوي تجديد الإقامة وعندما لجأت إلى الإعلام لكي ينجدني بدأ في تشويه صورتي، ولكن أهل الخير من رجال الأعمال المصريين وقفوا بجواري لكي أخرج من هذه المحنة واستأجروا لي سكنًا في إحدى الأماكن البعيدة لأن عدم تجديد الإقامة يعني ترحيلي وأخذ ابنتي مني لأنها غير مسجلة.
ومرة أخرى اتصل بي خالد وطلب مني بيع ذهبي ومقتنياتي لأنه توصل إلى حل وأكد لي أنه سيخرج وسيحل كل مشاكله مع أصحاب القروض وبالفعل قمت ببيع الذهب وأرسلت له المبلغ وبعد إرسال المبلغ بثلاثة أيام تم إرسال صورة وفاة ابنته وكنا على أعتاب العيد الكبير، وعلمت أنه خرج من السجن فذهبت إلى بيت زوجته الأولي ووجدته هناك فعندما رآني أنكرني، واتصل بالشرطة وأتت لي الشرطة، ولكن بعد أن صرخت في وجه الشرطي وبعد أن أطلعته على الأوراق الرسمية التي معي رفض احتجازي فقام خالد بالاتصال بأخو زوجته الذي يعمل بالشرطة فأرسل لي سيارة شرطة وأخذتني واحتجزتني بالحبس لمدة يومين أنا وابنتي التي لا تتعدى الست شهور ولكن رجال الشرطة تعاطفوا معي وبلغوا خالد أنه سيتم ترحيل ابنته إلى ملجأ الأيتام وأجبروه على أن يأتي إلى قسم الشرطة وتسجيل البنت وبعد أن قام بتسجيلها حمد ربنا على ذلك وبمساعدة بعض أهل الخير المصريين رجعنا أنا وابنتي ثانية.
رصد: هل تم صرف أي مبالغ أو مستحقات تخصك أنتِ أو ابنتك من خلال خالد؟
منذ 2 فبراير 2009 لم يتم صرف أي مستحقات لا من خالد ولا من غيرة فهناك صندوق بالسفارة السعودية بمصر لرعاية أبناء السعوديين بمصر وقد دعمه الملك بمبلغ 50 مليون دولار ولم يصرف لنا أي مبلغ حتى الآن.