«نشرنا الوهابية بطلب من الحلفاء لمواجهة السوفييت»، بهذه الكلمات تحدّث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، مضيفًا أنّ ذلك كان أثناء الحرب الباردة بهدف منع الاتحاد السوفييتي من التوغل أو كسب نفوذ في دول العالم الإسلامي.
وعندما سُئل عن الاتهامات بالإرهاب الموجهة للوهابية، قال «ابن سلمان» إنّ «جذور الاستثمار السعودي في المدارس والمساجد تعود إلى فترة الحرب الباردة عندما طالب الحلفاء السعودية باستخدام مواردها لمنع الاتحاد السوفييتي من تحقيق نفوذ في الدول الإسلامية».
واعتبر «ابن سلمان» أنّ «الحكومات السعودية المتعاقبة ضلّت الطريق»، وأنه «يتوجب علينا اليوم إعادة الأمور إلى نصابها» فيما يتعلق بتمويل الإرهاب، وهذا «التمويل اليوم يأتي بنسبة كبيرة من مؤسسات خاصة تتخذ المملكة مقرا لها، وليس من الحكومة» على حد تعبيره.
استغلال صهر ترامب
وبشأن التقارير التي نشرت عن استغلاله صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، للترويج لأجندة الممكلة داخل الإدارة الأميركية الحالية، نفى ولى العهد السعودي ذلك.
وأضاف أنّ التقارير الإعلامية الأميركية التي نسبت له قوله إنّ «كوشنر في جيبه» أو إنّه أخذ منه «الضوء الأخضر» لحملة الاعتقالات الشهيرة داخل المملكة «عارية عن الصحة»، ثم تابع: «نعمل (مع كوشنر) كأصدقاء أكثر من كوننا شركاء».
وقال تقرير لموقع ذي إنترسبت الإخباري إنّ «ابن سلمان» تفاخر في أحاديثه مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وآخرين بأنه تمكّن من وضع كوشنر «في جيبه»، وفقًا لمصدر دائم الحديث مع مقربين من حكام السعودية والإمارات.
ونقل الموقع مؤخرًا عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أن «كوشنر» انتهك القوانين الفيدرالية بشأن تبادل المعلومات السرية قبل تخفيض تصريحه الأمني المؤقت، ونقل معلومات إلى «ابن سلمان» بشأن وجود حالة اعتراض عليه من أمراء أواخر أكتوبر الماضي.
وأضاف أنّه بعد أسبوع من لقاء سري بينهما في الرياض، أعلن «ابن سلمان» عن حملة لمكافحة الفساد واعتقل فيها عشرات الأمراء؛ معظمهم ممن وردت أسماؤهم في التقرير الاستخباري الذي اطلع عليه كوشنر بحكم كونه مستشارًا بالبيت الأبيض.
حرب اليمن
وبخصوص الحرب في اليمن، زعم «ابن سلمان»، الذي يزور حاليًا أميركا، أنّ الرياض لم تفوّت «أدنى فرصة» لتحسين الأوضاع الإنسانية في اليمن، بالرغم من أنّ غارات التحالف بقيادة السعودية والإمارات قتلت أكثر من خمسة آلاف مدني، وفق «واشنطن بوست».
كما تسببت الحرب، التي اختتمت عاملها الثالث الأحد 25 مارس 2018، في انهيار النظام الصحي وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى.
وصنفت الأمم المتحدة اليمن في مقدمة لائحة الأزمات الأنسانية، مع نحو 17 مليون يمني يحتاجون إلى الغذاء وتعرُّض سبعة ملايين لخطر المجاعة، كما أدرجت في أكتوبر الماضي التحالف على لائحتها السوداء، بعد مقتل أو تشويه 683 طفلًا أثناء النزاع في 2016 وتنفيذ 38 ضربة مثبتة على مدارس ومستشفيات.