في خطوة من شأنها زيادة الضغط على النظام السوري الذي يواجه عزلة دبلوماسية عربية وغربية؛ لوقف العنف الذي تمارسه القوات الأمنية ضد الانتفاضة الشعبية وتمشيًّا مع الموقف الشعبي المصري اتجاه الشعب السوري، قررت مصر استدعاء سفيرها لدى سوريا فيما ردت سوريا بالمثل.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي القول إن سوريا ردت على الخطوة المصرية بالمثل.
وقال رشدي: "مصر علمت لاحقًا أن الحكومة السورية قررت استدعاء سفيرها بالقاهرة.. هذا قرار سوري لا نملك الا احترامه"، مضيفًا أن "القرار المصري اتخذ بينما يقوم السفير المصري شوقي إسماعيل بزيارة للقاهرة".
وأضاف: "أن القرار اتخذ عقب استقبال وزير الخارجية محمد كامل عمرو صباح اليوم للسفير؛ حيث تقرر إبقاء السفير في القاهرة حتى إشعار آخر".
ودعت مصر للتغيير في سوريا الأربعاء الماضي استجابة لمطالب الشعب فيما اعتبر أقوى موقف حتى ذلك الوقت للقاهرة إزاء ما يحدث في سوريا، لكن مصر استبعدت أن تؤيد تدخلاً عسكريًّا خارجيًّا، مؤيدة قرارات جامعة الدول العربية التي طالبت الأسد بالتنحي.
وقال رشدي في التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط: "كنا نأمل ألا نصل إلى هذه المرحلة لكننا وصلنا اليها.. الخطوة المصرية رسالة بعدم رضا مصر عن بقاء الأوضاع في سوريا على ما هي عليه"، مضيفًا: "السفارة المصرية ستستمر على مستوى القائم بالأعمال في المرحلة القادمة".
حل سلمي
وعلى الصعيد الدولي قالت الصين: "إنها تعتقد أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية"، لكن وزير الخارجية البريطاني قال: "إنه يخشى انزلاق سوريا إلى حرب أهلية".
ونشرت التعليقات في وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بعد يوم من اجتماع مبعوث صيني مع الأسد بينما كان الآلاف يتظاهرون في قلب دمشق في واحد من أكبر التجمعات المناهضة للحكومة هناك منذ بدء الانتفاضة قبل نحو عام.
وقالت شينخوا: "تعتقد الصين شأنها شأن كثيرين أنه ما زال ثمة أمل في حل الأزمة السورية من خلال الحوار السلمي بين المعارضة والحكومة على عكس ما تقوله بعض الدول الغربية من أن الوقت ينفد بشأن إجراء محادثات في سوريا".
وانتقدت كذلك موقف الغرب بشأن سوريا وركزت على الخلافات بين القوى الأجنبية بشأن كيفية التعامل مع الصراع.
وأضافت شينخوا: "أن الغرب لم يتحرك من منطلق ذلك "الهدف السامي" المعلن والخاص بتحرير الشعب السوري بقدر ما هي اعتبارات جيوسياسية.
ما زالت الدماء تراق في العراق والصومال وأفغانستان؛ حيث تدخلت القوات الأجنبية وجاءت لتقديم المساعدة".
فيما تستبعد الدول الغربية أي تدخل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا لكن جامعة الدول العربية تقودها السعودية أشارت إلى أن بعض الدول الأعضاء مستعدة لتسليح المعارضة التي تضم الجيش السوري الحر المعارض.
وكرر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج هذا الرأي يوم الأحد وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "لا يمكننا التدخل على النحو الذي فعلناه في ليبيا… سنفعل أشياء أخرى عديدة".
"أنا قلق من أن تنزلق سوريا إلى حرب أهلية وأن نفوذنا لفعل شيء ما حيالها مقيد جدًّا لأنه كما شهد الجميع فإننا لم نتمكن من إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي بسبب معارضة روسيا والصين".