كشف تحالف المعارضة في ماليزيا، عن اختياره لرئيس الوزراء السابق مهاتير محمد، الذي يبلغ من العمر 92 عامًا، مرشحاً لرئاسة الوزراء في الانتخابات العامة التي من المقرر الدعوة لها بحلول أغسطس من العام الجاري.
ويشكل مهاتير التجديد الأكبر لرئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق الذي يواجه اتهامات بالفساد في ظل بقاء أنور إبراهيم، حيث أنه أكثر زعيم معارض يتمتع بشعبية في البلاد، في السجن، بحسب ما ذكرت بي بي سي.
سيصبح مهاتير أكبر زعماء العالم سناً في حالة فوزه بالمنصب الذي رشحته له المعارضة.
وكانت القوات الماليزية والحزب الحاكم قد اعتبرت مهاتير شابا متمردًا وقامت بمنع كتبه، والذي بدأ بمنع كتابه الأول الذي يحمل عنوان معضلة المالايو انتقد فيه بشدة شعب المالايو واتهمهه بالكسل، والرضا بان تظل بلاده دولة زراعية متخلفة دون محاولة تطويرها.
وصعد نجم مهاتير محمد في الحياة السياسية بسرعة، حيث تولى رئاسة وزراء ماليزيا من عام 1981 لمدة امتدت إلى 22 عاما، حيث أتيحت له الفرصة كاملة ليحول أفكاره إلى واقع، لتصبح ماليزيا واحدة من أنجح الاقتصاديات في جنوب آسيا والعالم الاسلامي.
كانت ماليزيا قد تحولت على مدار السنوات من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية، خاصة القصدير والمطاط، إلى دولة صناعية متقدمة يسهم قطاعي الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي، مما أدى إلى ارتفاع معدل دخل الفرد وتراجع الفقر والبطالة في البلاد.
وشدد مهاتير على رفضه لفكرة العولمة بالطريقة التي تقدمها أو تفسرها الولايات المتحدة، ذلك لانها ستؤدي إلى فتح أسواق الدول النامية أمام الشركات الامريكية العملاقة التي لا تقوى مؤسسات الدول النامية على منافستها، مؤكدًا أنه لا يجب أن تقبل أي أفكار أو سياسات لمجرد أنها صادرة من الغرب.
والجدير بالذكر أن مهاتير قد أثار الجدل على صعيد السياسة الخارجية، حيث انه اشتهر بانتقاده للغرب بشكل عام والولايات المتحدة وأستراليا بشكل خاص، بالإضافة إلى تصريحاته الشهيرة عن اليهود التي قال فيها إن «اليهود يحكمون العالم بالوكالة ويرسلون غيرهم للموت نيابة عنهم».