حالة من الجدل سادت في الساعات الأخيرة، بسبب ما سطره الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، بعد عودته من الإمارات بين الترشح لانتخابات الرئاسة 2018 أم لا، ليعلن منذ قل مساء اليوم يل تراجعه رسميًا عن الترشح للانتخابات المقبلة، وسط عدد من التساؤلات التي تدور في أذهان الشارع المصري عن أسباب عدم خوضه المنافسة رسميًا التي أعلن عنها مؤخرًا.
وقال الفريق أحمد شفيق إنه قرر عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة 2018، داعيًا الله عز وجل أن يكلل جهود الدولة في استكمال مسيرة الإنجاز.
وأضاف شفيق في بيان له أنه قرر بعد عدوته إلى أرض الوطن أن يعيد تقدير الموقف العام بشأن إعلان ترشحه للرئاسة، مشيرًا إلى أن فترة غيابه التي زادت عن 5 سنوات أبعدته عن المتابعة الدقيقة لما يجري على أرض الوطن.
ويأتي ذلك قبل ساعات من إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات المقرر غدا الاثنين، للجدول الزمني لانتخابات الرئاسة، والقرارات المنظمة لها، بينما لم يعلن فيه رسميا عن أي مرشحين أو برامج انتخابية، سوى تلميحات عبدالفتاح السيسي، بعزمه خوض التجربة الثانية له وسط دعم إعلامي كبير.
والانتخابات المقبلة هي الثالثة بعد ثورة 25 يناير 2011، ومن المحتمل أن تبدأ مراحلها نهاية الشهر الجاري، وتجرى في إبريل، على أن تعلن نتيجتها في 3 مايو، قبل شهر من موعد انتهاء الفترة الرئاسية للسيسي.
ويعول قطاع كبير من المصريين على تغيير السيسي عبر صناديق الانتخابات بعد خفوت الصوت الثوري بالبلاد باعتقال ومحاكمة وهروب معظم قيادات ثورة يناير وقيادات جماعة الإخوان المسلمين للخارج، واستخدام النظام آلة البطش مع كل صوت معارض.
نرصد لكم عبر هذه السطور الية أسباب تراجع الفريق أحمد شفيق عن الترشح لانتخابات الرئاسة 2018:
مصائر مجهولة
يأتي ما حدث لعدد من السياسيين والعسكريين الذي أعلنوا ترشحهم بمواجهة السيسي، يدفع شفيق للتراجع عن قراره بالترشح للرئاسة، خاصة بعد حدث من بتلفيق القضايا مثل المحامي خالد علي، الذي أعلن ترشحه في 3 وفمبر الماضي، ويحاكم بالقضية المعروفة إعلاميا بـ«الفعل الفاضح»، أو المحاكمة العسكرية؛ مثل ما تم بحق العقيد بالجيش أحمد قنصوة، الذي أعلن ترشحه في 29 نوفمبر الماضي، وحكم عليه بالسجن 6 سنوات..
تهديد بفتح ملفات
كانت تقارير صحفية، كشفت تهديد بفتح ملفات قديمة للفريق أحمد شفيق؛ الذي تم ترحيله من الإمارات للقاهرة بمجرد إعلانه رغبته الترشح للرئاسة في 29 نوفمبر الماضي، ثم التحفظ عليه وتهديده من قبل جهات سيادية عليا لمنعه من الترشح، بحسب شهادة أحد أعضاء حملة شفيق، أو محاربته إعلاميا مثل الفريق سامي عنان، الذي لم يعلن ترشحه رسميا للانتخابات، ولكن طالته الأذرع الإعلامية للنظام، بعد انتقاده أحداثا أمنية وسياسية بالبلاد..
أو التضييق عليه إعلاميا وأمنيا مثل المرشح المحتمل محمد أنور السادات، الذي اشتكى للجنة الوطنية للانتخابات من منع جهاز الأمن الوطني حزبه من تنظيم مؤتمر صحفي لإعلان موقفه من الانتخابات.
لن يسمح السيسي بانتخابات
وقال المهندس ممدوح حمزة:«من سيترشح وسط تهديد مباشر وتشويه صورة وتخوين، فالنظام يرفض وجود منافس قوي، وطالما أنه لا توجد منافسة يبقى الكل متساويا».
وأضاف حمزة في تصريح لـ«رصد»:«أي انتخابات معروفة نتيجتها مسبقا ليست انتخابات، لكنها فوز بالتزكية أو هي استفتاء»، مؤكدة أن «المنافسة القوية وعدم التأكد من الفوز هي أهم سمات أي انتخابات حقيقية».
وعن حديث البعض عن عدم إعلان السيسي حتى الآن ترشحه رسميا ولا الإعلان عن أية برامج له، تساءل حمزة:«لماذا يعلن برنامجه؟»، لتجيب بسخرية: «إن إنجازاته تتحدث عن نفسها»، وهم يطلبونه كي يكمل المشوار من خلال «حملة علشان تبنيها»، معتبرة أن هذا هو «برنامج السيسي».
ما زال يدرس
ونفى اللواء رؤوف السيد، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، اليوم، ما أثير في بعض وسائل الإعلام حول تراجع الفريق أحمد شفيق عن الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة.
وقال السيد، في تصريحات صحفية إن البعض يتعمد إثارة الأكاذيب في إطار الحرب النفسية التي تمارس على الفريق شفيق وأنصاره، وهو ما ندركه جيدًا لذلك لا نستمع لتلك الأكاذيب وكأنها لم تكن».
وتابع نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية: «إذا كان الفريق أحمد شفيق قد قرر تراجعه عن الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة فإنه من المؤكد سيبلغني بالقرار بصفتي نائب رئيس الحزب».
وأكد أن الفريق أحمد شفيق رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية مازال يدرس أمر ترشحه وسيعلن قراره النهائي فيه خلال الأسابيع المقبلة».
في 18 ديسمبر قال الفريق شفيق: «أود أن أوضح للجميع أنني أسعى بكل جدية إلى دعم واستقرار الأوضاع في مصر مع كل الأطراف المعنية».
وتابع: «أنني أشعر بالارتياح الكامل لصدق النوايا والمساعي التي لمستها خلال الفترة الماضية منذ عودتي لأرض الوطن، مراعيا في ذلك جهود الدولة وقواتها المسلحة والأمنية في محاربة الإرهاب الذي يتربص بالبلاد».
وأضاف: «وهو ما يتطلب وحدة الصف في مواجهته بكل عزم، فضلًا عن سلامة الجبهة الداخلية وصمودها تجاه كل المخاطر».
«»