توقعت صحيفة «فويس أوف أميركا» أن تؤثر الاحتجاجات الإيرانية، على الأحداث في الشرق الوسط، متحدثة عما يسمى بـ«تأثير الدومينو»، مؤكدة أن هناك بوادر بأن قوات النظام ستستخدم العنف تجاه المتظاهرين، خاصة بعد التلويحات الأخيرة بتطبيق عقوبة الإعدام على بعض المعتقلين.
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، قال «عرش عزيزي» الباحث الإيراني في جامعة نيويورك، رغم أنه يعيش بعيدا عن وطنه إيران، إلا أن جزءا منه يشعر بالأمل، إلا أنه أضاف: أرى صعود المضطهدين، إلا أنني أكثر قلقا رغم الأمل.
وحتى الآن، وفقا لـ«فويس أوف أميركا»، قتل أكثر من 20 متظاهرات إيرانيا، واعتقل حوالى 450، منذ بدء الاحتجاجات أواخر ديسمبر الماضي، وقال رضا ماراشي، مدير الأبحاث لدى المجلس القومي الإيراني الوطني، إن الاحتجاجات السلمية في الغالب تتحول إلى اشتباكات، وسط ترقب منافسوا إيران.
ويطالب المتظاهرون بإنهاء «سوء الإدارة والفساد المحسوبية»، ودعوا إلى إسقاط الحكومة في الأيام الأخيرة، وعلى عكس احتاجاجات 2009 التي خرجت منددة بالانتخابات الرئاسية، تبدوا التظاهرات الآن دون قيادة واضحة، ووفقا لماراشي، من الصعب التنبؤ بأي نتيجة.
وأضاف ماراشي، أن احتجاجات 2009 لم تستمر سوى شهرا، وتمكنت قوات الأمن من سحقها في النهاية، وألقت القبض على الآلاف وقتلت العشرات، ورغم أن الاحتجاجات الحالية أصغر حجما، إلا أنها بعكس السابقة، امتدت لتشمل أكبر عدد من المدن والقرى الإيرانية، مضيفا أن المهم هو رؤية الكيفية التي تؤثر بها تلك الاحتجاجات على مجريات الأمور فى الأسابيع والشهور المقبلة.
تنافس بين إيران والسعودية
وتتورط إيران مع السعودية في حربٍ بالوكالة، في سوريا واليمن، فضلا عن تمويل حزب الله، كما أنها لاعب رئيسي في العراق، وسياستها الداخلية، قادرة تقريبا على التأثير في كل ركن من المنطقة حاليا، وكان من بين مطالب المتظاهرين، هو وقف التدخلات العسكرية في الخارج والتي أصابت المواطنين في الداخل بالجوع.
وغير ذلك في العامين الماضيين ارتفعت التوترات بين طهران والرياض، فيما تتهم إيران السعودية والغرب بالوقوف وراء الاحتجاجات التي اندلعت على الأراضي الإيرانية، وقال «مارك فيتزباتريك»، المدير التنفيذي لمكتب الأمريكتين في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن ما تدفع به إيران، سخيف، لأن السعودية ليس لها أي تأثير على الإيرانيين في الداخل.
وفي الأيام الأخيرة تطورت التظاهرات الإيرانية، ليطالب المتظاهرون بـ«الموت للديكتاتور ورجال الدين».
وبالنسبة للسعودية، تعني التظاهرات الإيرانية، تحولا في القوة الإقليمية نحو الرياض، مع تراجع نفوذ إيران وقدرتها على محاربة الصراعات الإقليمية، وفقا لما ذكره خالد المعين، المحلل والإعلامي السعودي، مضيفا أن إيران منذ فترة طويلة تحاول الاشتباك مع الدول الأخرى في المنطقة.
تأثير الدومينو
ووفقا لعزيزي، إذا كان الماضي مؤشرا على المستقبل، فمن المرجح أن تقابل الاحتجاجات بحملة قمع عنيفة، إلا أن المتظاهرين الإيرانيين أعربوا عن استعدادهم لتحمل أي مخاطر جسدية، في سبيل تحقيق أهدافهم وأن يكون هناك بديل للحكومة الحالية.
وأضاف عزيزي، أن هناك بعض الإيرانيين الذين يقولون إذا كانت التظاهرات تطالب بإسقاط الجمهورية الإسلامية فنحن أول المشاركين، لكن ماذا بعد ذلك؟
في هذا السياق، حذر «جوزيفا ايفانكا ويسلز»، الباحث في جامعة لوند بالسويد، من أن تزايد العنف في الشارع الإيراني، قد يزيد من خطر الاشتباكات في أماكن أخرى بمنطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن «تأثير الدومينو» سيعمل، موضحا أنه إذا استخدمت الدولة العنف فقد يخلق الأمر حالة متقلبة ومتفجرة في مناطق أخرى من الشرق الأوسط والتي تعاني بالفعل من عاصفة مدمرة.
هل التغيير حقيقي؟
أكد عزيزي، أن الكثيريين في إيران يأملون في أن تأتي الاحتجاجات بتغيير حقيقي، مضيفا أن المواطنين هناك يتساءلون عن الوقت الذي يجب أن يقضوه في ظل النظام الحالي، الغريب.
وتحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه تقدمي ومنتخب ديمقراطيا، عن حق المواطنين في التعبير عن آرائهم، وقال امام أعضاء البرلمان الإيراني، إن إيران شهدت عددا من الحوادث المماثلة في الماضي وتعاملت معها بشكل مريح.
وأكد زعماء إيرانيون آخرون، أن عقوبة الاعدام ستطبق على بعض المعتقلين الذين تم القبض عليهم، وإذا لم يثنى هذا التهديد المتظاهرين عن احتجاجاتهم، فإن التغيير سيأتي لكن سيستغرق وقتا.
وقال فيتزباتريك، إن النظام يسيطر بشكل كامل على قوات الأمن والقضاء وشبكات الاتصالات وجوانب السلطة الأخرى، مضيفا أنه لن يتردد في استخدام القوة، إذا ما أصبحت الاحتجاجات تهدد بقاء النظام.