قضت محكمة بريطانية، يوم الجمعة، على سيدة من لندن، أقدمت على تسميم نجلها الصغير، أكتوبر 2015، في محاولة منها لمنع زوجها من السفر إلى سوريا وأخذ أسرته معه.
وبحسب صحيفة «نيوزويك»، أعطت السيدة طفلها عقار يستخدم في علاج مرض الذهان، وهو عقار مهدد للحياة خصوصا على الأطفال، لقبوله في إحدى المستشفيات.
وبحسب ما ترجمت «شبكة رصد»، كانت الأم تعتقد، أن نجلها سيكون في المستشفى أكثر أمانا من الذهاب برفقة أبيه إلى سوريا، وقال محاميها، إنها أقدمت على إعطاء الطفل عقار مضاد للذهان، لمدة ستة أسابيع في الفترة بين أغسطس وأكتوبر 2015، بعد خروجه للتو من المشفى لسببٍ آخر، معتقدة أنها بذلك تستطيع إجبار زوجها على البقاء في لندن.
وأضاف المحامي الذي يدافع عن المرأة البالغة من العمر 27 عاما، انها دخلت في حالة ذعر، عندما حاول زوجها السابق، إجبارها على السفر للمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة في سوريا، مضيفا أنها واتتها فكرة تسميم طفلها، وبدأت تدرك أنها إذا علته مريضا فإن أحد المستشفيات ستقبله، وفكرت في أنها ستكون طريقة آمنة لتجنب ويلات السفر إلى سوريا.
إلا أن القاضي في محكمة كينجستون، رأى أنها ليست طريقة مناسبة، ورغم أنه اعترف بأنها كانت تحاول تجنب ضرر أكبر في سوريا، إلا أنه قال إن ما فعلته يد جرما في حق الطفل.
وأضاف القاضي بيتر لودر، إن ما تعرض له هذا الطفل الصغير يعد مهددا للحياة، وادعت والدته أنها تسعى لحمايته.
وأظهر تقرير المستشفى الخاص بالطفل، إصابة دمه بأنواع من البكتيريا مثل تلك التي توجد في المصارف والبراز والأماكن الملوثة، وهو امر كان من المحتمل أن يودي بحياته، وناتج عن المركبات الكيميائية التي أعطتها له والدته.
وتعافى الصبي حاليا بشكل كامل، بعد دخوله المستشفى مصابا بأعراض عصبية شديدة وعدوى بكتيرية.
وقبل اكتشاف ما فعلته الأم، كانت حالة الطفل تتحسن طوال النهار، ثم تسوء في الليل، مما جعلهم يشكون في أمر مرافقيه، وبمراقبته على مدار الساعة، لاحظوا أن الأم تعطيه العقار المشار إليه.
وقال القضاة للمتهمة، «كنتي تعلمين أن ابنك سوف يضطر لإجراء عمليات جراحية مؤلمة، وفي يوم 29 أكتوبر اعطيتيه جرعة قاتلة من الدواء»، فما اعترفت السيدة بالذنب وحكم عليها بالسجن لمدة 4 سنوات و6 أشهر.