لم تمضِ ساعات على إعلان الفريق «أحمد شفيق» ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أبريل المقبل وثارت التساؤلات عن قدرته على مواجهة عبدالفتاح السيسي، الذي ألمح مرارًا إلى ترشحه، وكذلك مدى قبول المصريين له واعتباره فرصة للتخلص من النظام العسكري الحالي.
وفي بيان مصوّر بعثه اليوم إلى وكالة رويترز، قال شفيق إنه سيعود إلى مصر في الأيام المقبلة، ويشرّفه أن يُعلن رغبته في الترشح إلى منصب رئيس البلاد؛ كاختيار لقيادة مصر في السنوات الأربع المقبلة، في وقت تؤكد مصادر حكومية مطلعة منعه من دخول البلاد؛ بالرغم من رفع اسمه من قوائم الترقب والوصول.
فرصة للتغيير
ويرى مراقبون أنّ ترشح الفريق أحمد شفيق سيكون فرصة لعدد كثير من الشعب المصري للتغيير؛ خاصة وأنه لا يزال يمتلك شعبية من أصحاب دعوات العودة إلى نظام المخلوع حسني مبارك.
ويقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، في تصريح لـ«رصد»، إنّ «أحمد شفيق إذا ترشح رسميًا في الانتخابات الرئاسية سيكتسحها؛ لأنّ داعميه هذه المرة فئتان: الأولى مؤيدو نظام مبارك، والأخرى أصحاب الحنين إلى عهد مبارك والاستقرار الأمني والاقتصادي؛ حتى لو كان أمرًا شكليًا وعلى حساب الحريات السياسية».
وأضاف: «هناك قطاع كبير من الشعب، يكاد يكون الأغلبية، ينتقد النظام الحالي؛ سواء الحكومة أو البرلمان، كما أنّ التناغم الكبير بين السلطة التشريعية والتنفيذية صنع دولة بعيدة كل البعد عن أزمات الشعب المصري؛ ما سيدفع الجميع إلى التفكير نحو اختيار أحمد شفيق بديلًا».
وتابع حسن نافعة: «اختيار أحمد شفيق هذه المرة سيتشابه مع اختيار محمد مرسي في انتخابات الرئاسة في 2012؛ إذ اُختير طوق نجاة بدلًا من عودة الفلول، وكذلك سيكون اختيار شفيق طوق نجاة من حالة الأزمة الاقتصادية والسياسية في مصر التي تعيشها منذ سنوات».
شفيق ممنوع
وبعد ساعات من إعلان ترشحه، قال شفيق في كلمة متلفزة مساء اليوم الأربعاء: «فوجئت بمنعي من السفر من دولة الإمارات لأسباب لا أعرفها ولم أفهمها».
وأضاف: «رغم تقديري لاستضافتي في دولة الإمارات العربية إلا أنني أرفض التدخل في شؤون بلدي بإعاقة مشاركتي بممارسة دستورية ومهمة وطنية مقدسة»، داعيًا المسؤولين إلى رفع العوائق كافة أمام حرية حركته وسفره، مشددًا على أنه لن يتراجع عن قراره بالترشح.
بعد منع السلطات الإماراتية له من السفر ..#أحمد_شفيق : أرفض التدخل في شؤون بلدي .. وأتعهد لأبناء وطني بأن لا أتراجع إطلاقا متقبلا أية متاعب أو مصاعب#مصر pic.twitter.com/aimpUOJNkZ
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 29, 2017
تصفية شفيق
وشهدت المدة الماضية حملة ضد الفريق أحمد شفيق؛ إذ منعت وزارة الداخلية طباعة صحيفة «البوابة نيوز»، الممولة من الإمارات ويترأس تحريرها الصحفي «عبدالرحيم علي» الفائز بعضوية البرلمان عن دائرة الدقي والعجوزة والمقرّب من شفيق.
وبعد تأكيدات مقربين لشفيق بأنه سيترشح أمام «السيسي»، قادت صحف مؤيدة للسلطة الحالية هجومًا حادًا عليه، ووصفته مرة بالهارب للإمارات العربية، وأخرى بأنه أصبح مصابًا بألزهايمر ولم يعد صالحًا لتولي أي منصب.
لم يقتصر الأمر على ذلك، ففي 15 يونيو 2015 منعت جهات غير معلومة نشر حوار عبدالرحيم علي مع الفريق أحمد شفيق؛ بعدما أذاعت قناة العاصمة «برومو» يتضمن إعلانًا لتوقيت نشره؛ واكتفي بالنشر على الإنترنت فقط.