فرضت السعودية حصارًا على الموانئ اليمنية في مطلع نوفمبر، بعد أن حاول الحوثيون إطلاق صاروخ على العاصمة الرياض ضمن حرب أهلية دائرة هناك متورّطة فيها المملكة وداعموها، وقال مسؤولون سعوديون إنهم فرضوا الحصار لمنع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين المدعومين من إيران، كما قالت «إكسبريس».
وأضافت، وفق ما ترجمته شبكة «رصد»، أنّ استمرار الحصار قد يتسبب في مجاعة من الممكن أن تقتل ملايين اليمنيين، كما حذّرت جماعات حقوق الإنسان. ورغم اتخاذ صندوق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة خطوة لم يسبق لها مثيل، ببيانه شديد اللهجة الذي قال فيه إنّ «الحصار يضر بملايين اليمنيين الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة منعًا للجوع والمرض».
وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إنّ أولى طائرة تحمل مساعدات إنسانية تمكّنت من الهبوط في العاصمة اليمنية صنعاء بعد رفع الحصار الذي دام أسبوعين؛ بيد أن العاملين في المجال الإنساني اشتكوا من عجزهم عن إدخال الإمدادات إلى البلد المحاصر.
وتحدّثت «كريستين بيكرل»، باحثة من منظمة هيومن رايتس ووتش وموجودة في اليمن، عن كيفية منع دخول القمح والوقود والإمدادات الطبية والعاملين في مجال المساعدات إلى داخل اليمن، مضيفة أنه إذا استمر الحصار فالتقديرات تقول إنّ قرابة 150 ألف طفل سيموتون، وسيعود وباء الكوليرا أفظع مما كان.
وأضافت أنّ اليمن كان من أفقر دول الشرق الأوسط قبل الحرب، ومع استمراره فالحالة الإنسانية ستزداد سوءًا، موضحة أنه في كثير من الأحيان كان اليمن أفقر بلد في الشرق الأوسط قبل الحرب.
وضع إنساني خطير
وقالت إنّ الأزمات الإنسانية نتائج حتمية للحرب والصراع. لكن، في اليمن لا يقتصر الأمر على ذلك فقط؛ فإصابة مليون ونصف بالكوليرا ليست سببًا طبيعيًا للحرب، بل سبب لسلوك المتورطين فيها، موضحة أنّ السعودية ليست وحدها التي منعت العاملين في المجال الإنساني من مساعدة المدنيين؛ بل إنّ الحوثيين أيضًا ساهموا في ذلك: منعوا وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وأضافت: «في بلد كان يعتمد على الورادات بنسبة ما بين 80% و90%، فالحرب سيكون لها تأثير كبير على الوضع الإنساني».
وقالت «كريستين» إنّ الوضع الإنساني الحالي نتيجة مباشرة للسياسات، وهو أكثر من محزن؛ والسبب يمكن تغييره، ويمكن للآخرين أن يفعلوا شيئًا حيال ذلك، مضيفة: «بدلًا من ذلك، تقول الحكومات إنها قلقة من الوضع الإنساني هناك. لكن، في الوقت نفسه، السعودية لديها الحق في الدفاع عن نفسها».
وهم على حق، السعوديون لديهم الحق في الدفاع عن أنفسهم، لكن ليس لديهم الحق في جعل الآخرين يعانون بسبب حصار.
ويقال إن الحكومة البريطانية تشعر بقلق بالغ تجاه حالة حقوق الإنسان في اليمن وحريصة على إيجاد حل. وقال وزير الخارجية البريطاني «أليستير بيرت» في 20 نوفمبر الماضي إنّ الحكومة تشعر بقلق عميق بسبب الوضع الإنساني في اليمن وأثر الحصار على «أسوأ أزمة إنسانية في العالم».
وأضاف: «إننا ندرك خطر التدهور الشديد في الأوضاع الإنسانية إذا لم تُزل القيود بسرعة، ودعوة جميع الأطراف إلى ضمان وصول فوري للإمدادات التجارية والإنسانية عبر الموانئ البرية والجوية والبحرية في اليمن». وأوضح أنّ فرض الحصار لمنع دخول الأسلحة للحوثيين مفهوم؛ لكنّ الحكومة قلقة بسبب الآثار الإنسانية لهذا الحصار.
ويأتي الوضع الإنساني المتصاعد في اليمن وسط مخاوف من حرب عالمية ثالثة؛ إذ عملت السعودية على إثارة دول مجاورة مرارًا وتكرارًا في الأشهر الأخيرة. ومؤخرًا، وصف ولي العهد «محمد بن سلمان» الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي بأنه هتلر الجديد، ويطالب بتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.
ويشاع أيضًا أنّ السعودية عقدت صفقة مع ترامب، بلغت قيمتها سبعة مليارات دولار لشراء أسلحة. ومن المتوقع أن تقود حربًا جديدة في المنطقة؛ بسبب الاستفزازات المتبادلة بينها وإيران في صراعهما على النفوذ في الشرق الأوسط.