بدأ الرئيس الاميركي أولى جولاته الآسيوية، والتي تمثل نتائجها تحديا كبيرا أمام سياساته الخارجية، وخاصة الأزمة العاصفة بينه وبين كوريا الشمالية على خلفية إجراءها تجارب نووية، وتهديدها استهداف مناطق تابعة للولايات المتحدة الاميركية.
ويستهل الرئيس الأميركي جولته في أولى محطاته، وهي اليابان، تستمر يومين، من 12 يوم هي فترة جولة ترامب لـ 5 دول آسيوية هي اليابان، وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفلبين.
أهداف الجولة
تركز الجولة الآسيوية على البلاد المجاورة للعدو الأول للولايات المتحدة الأميركية، وهي كوريا الشمالية، حيث يسعى ترامب من خلال جولته زيادة نفوذه في تلك البلاد، والضغط على حلفاء بيونج يانج، في محاصرتها اقتصاديا وإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي.
وفي وقت لاحق نددت صحيفة كورية شمالية، بالزيارة، واعتبرتها خطوة للغزو وإشعال فتيل الحرب النووية في شبه الجزيرة الكورية.
وقالت صحيفة «تونج إيل سينبو»، إن زيارة ترامب إلى كوريا الجنوبية، يحاول بها تعزيز سيطرته عليها.
وقال مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر إن أولوية الرئيس القصوى هى إدارة العلاقات مع الدول المجاورة لكوريا الشمالية والضغط لممارسة مزيد من الضغوط على سعي بيونجيانج وراء الأسلحة النووية.
وتتمحور أهم ثلاث زيارات للرئيس الأميركي، في جولته، تلك التي تتعلق باليابان وكوريا الجنوبية والصين، حيث أن الأولى ووالثانية تمثل الجبهة المضادة لبيونج يانج، بينما الأخيرة، هي الحليف الاستراتيجي والداعم لها.
- اليابان 5- 7 نوفمبر
تعزز الزيارة من العلاقات الأميركية مع اليابان، وتضمن حلف مستمر مواجع لكوريا المشالية، بعد ان قامت الأخيرة بتجربة صاروخ مر عبر سماءها، في حادثة اعتبرتها تمثل تهديد لها ولسيادتها.
وفي المقابل تنتظر اليابان من أميركا، المساعدة في مشاكلها الإقليمية مع الصين، بسبب الخلاف بينهما على جزر سينكاكو/ دياويو.
- كوريا الجنوبية 7-8 نوفمبر
تعد كوريا الشمالية، الحليف الاستراتيجي لواشنطن، ويسعى ترامب إلى بسط نفوذه على تلك المنطقة المتجاورة مع منطقة الخطر.
وينتشر على أراضي كوريا الجنوبية ما يقرب من 28,500 عنصر من القوات الأمريكية، ومن المنتظر أن يزور ترامب قاعدة عسكرية أمريكية، لكنه لن يتوجه إلى المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.
ووافق ترامب في وقت سابق على رفع القيود عن جميع الرؤوس الحربية (للصواريخ) المنشورة في كوريا الجنوبية، كما أعلن موافقته على قرار لتوريد أسلحة لسيول بمئات المليارات.
- الصين 8-10 نوفمبر
تعتبر بكين هي المحطة الاصعب على الرئيس الأميركي، فعلى عكس سيول وطوكيو، فهي تقف داعمة لكوريا الشمالية في مواجهة أميركا، ولذا يطمح ترامب في الضغط عليها من أجل تطبيق العقوبات المفروضة على بيونج يانج.
وقال ماكماستر إن «الرئيس سيواصل دعوة كافة الأمم المسؤولة وخاصة الدول ذات التأثير الأكبر على كوريا الشمالية إلى عزل نظامها اقتصاديا وسياسيا، الحلول الدبلوماسية والعقوبات يمكن اعتمادها معا. الصين عليها فعل المزيد.«
عقوبات كوريا
وتأتي الزيارة الآسيوية بعد مصادقة من ترامب، على عقوبات تهدف إلى منع وصول كوريا الشمالية إلى النظام المالي الأمريكي، كانت فرضتها في يونيو الماضي.
وحذرت وزارة الخزانة الأمريكية في وثيقة لها الخميس الماضي، المؤسسات المالية من الأساليب التي يستخدمها نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون للتحايل على العقوبات الأمريكية والدولية.
نداءات كورية
ومن جانبها وجهت كوريا الشمالية، أمس الجمعة، دعوات إلى المجتمع الدولي إلى وقف ما وصفتها بأنها «عقوبات قاسية»، زاعمة أن الإجراءات التي وجهت إليها بعد اختبار نووي أجرته، تشكل إبادة جماعية.
وقالت بعثة كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة في جنيف في بيان: «اليوم سلسلة العقوبات القاسية التي تقودها الولايات المتحدة، والضغط على جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية يشكل انتهاكا معاصرا لحقوق الإنسان وإبادة جماعية».
وأضافت أن نظام العقوبات «يهدد ويعرقل تمتع شعب جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بحقوق الإنسان في كل القطاعات».
وأوضحت البعثة إن العقوبات بدأت تمس قطاعات إنسانية «حيث أن بعض الدول التي لا مبادئ لديها تمنع إيصال معدات طبية وأدوية، ومن بين تلك الإمدادات ما هو موجه للأطفال والأمهات في البلاد».