واصل رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم مواقفه المشرّفة في صفّ العرب بعدما هاجم اليوم الأربعاء وفدًا للاحتلال الإسرائيلي في المؤتمر الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي، المنعقد في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، وطالبه بالخروج من القاعة.
وجاء تصدي مرزوق لرئيس وفد الكنيست الإسرائيلي بسبب النواب الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، واصفًا إياه بالمحتل وقاتل الأطفال.
وقال مرزوق مخاطبًا رئيس وفد الاحتلال الإسرائيلي: «بعدما رأيتَ ردة فعل البرلمانات، اخرج من القاعة إن كانت لديك ذرة من الكرامة»، متابعًا بصوت مرتفع ومرددًا بتكرار: «يا محتل يا قتلة الأطفال».
وأضاف في كلمته أنّ «ما تمارسه إسرائيل هو إرهاب الدولة، وينطبق على هذا الغاصب المثل القائل إن لم تستح فاصنع ما شئت».
وأُجبر الوفد البرلماني الإسرائيلي على الانسحاب من اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي أثناء إقرار المجلس الحاكم التابع للاتحاد التقرير الخاص بأوضاع النواب الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وقوبل اعتراض الوفد الإسرائيلي ورئيسه نحمان شاي على التقرير بعاصفة من الاحتجاج والرفض الشديد من قاعة الاجتماعات جميعها؛ استنكارًا لكل ادعاءاته الكاذبة التي حاولت تسويق «الديمقراطية الإسرائيلية» في هذا المحفل البرلماني الدولي، الذي يمثل 176 برلمانًا في العالم، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وطالب التقرير، الذي أعدته لجنته الفرعية المعنية بحقوق الإنسان للبرلمانيين، الاحتلالَ بالإفراج الفوري عن النواب الفلسطينيين الأسرى في سجونه، وانتقد سياسة الاعتقال الإداري بحقهم، ورفض ممثل «الكنيست» طلب الاتحاد البرلماني الدولي لقاء لجنة حقوق الإنسان التابعة له.
دعوة سابقة
وهذه ليست المرة الأولى التي يقف فيها رئيس مجلس الأمة الكويتي هذا الموقف الحازم تجاه الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ دعا عام 2015 أعضاء البرلمانات العربية إلى التفكير جديًا وبشكل عملي لإنجاح تحرك عربي لطرد «إسرائيل» من عضوية الاتحاد البرلماني الدولي.
ووقتها قال مرزوق الغانم: «لا يشرفنا كعرب، ولا تشرفنا حتى العضوية في الاتحاد البرلماني الدولي إن لم ننجح في تحقيق عمل يكون له صداه، ولا يوجد عمل بالنسبة لنا كبرلمانيين وكأعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي، غير محاولة طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد البرلماني الدولي».
ترحيب عربي
وأشاد مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي بموقف مرزوق الغانم، وغردوا عبر «تويتر» على وسم #مرزوق_الغانم، مباركين موقفه ومرحبين به.
شكرًا جزيلًا للسيد #مرزرق_الغانم رئيس البرلمان الكويتي على كلمته الجريئة والشجاعة ضد الكيان الصهيوني#الكويت#الرجال_مواقف pic.twitter.com/Yb9Z0UZQKS
— نبيل علي العوضي (@NabilAlawadhy) October 18, 2017
كلمة رئيس مجلس الأمة الكويتي تعبر عن الرأي الرسمي والشعبي للكويت
في الوقت الذي تتجه به… https://t.co/KXXnlt4Ewh— د. طارق السويدان (@TareqAlSuwaidan) October 18, 2017
رئيس #مجلس_الأمة الكويتي مرزوق الغانم يسجل موقفا مشرفا كالعادة في الإجتماعات البرلمانية العالمية ..
والنعم فيه وبمواقف #الكويت قيادة وشعبا.. pic.twitter.com/WAxHePPkfl— جابر الحرمي (@jaberalharmi) October 18, 2017
من هو؟
مرزوق علي الغانم، سياسي كويتي، حصل على بكالوريوس هندسة ميكانيكية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة سياتل الأميركية، ثم بدأ حياته اقتصاديًا وترأّس شركات كبرى؛ من بينها الشركة المصرية الكويتية القابضة، قبل أن يرجع إلى العمل السياسي ويدخل مجلس الأمة عام 2006 وهو بعمر الـ38، وساهم الجو العائلي الذي نشأ فيه في ترسيخ توجهاته السياسية.
فهو ابن شقيق عبداللطيف ثنيان الغانم، الرئيس المنتخب للمجلس التأسيسي والذي شارك في وضع الأسس الأولى للنظام البرلماني بالكويت بين عامي 1962 و1963.
نشط مرزوق الغانم داخل المجلس وشغل عضوية لجان؛ من بينها الشباب والرياضة، ونجح في حل مشاكل عانى منها -بشكل خاص- الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وتحديدًا علاقته بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وانتخب الغانم رئيسًا لمجلس الأمة في عام 2013، وفي 11 ديسمبر 2016 أعلن رئيس المجلس بالسن حمد الهرشاني انتخاب مرزوق علي الغانم رئيسًا لولاية تشريعية جديدة؛ بحصوله على 48 صوتًا، وحصل النائب عبدالله الرومي على تسعة أصوات، والنائب شعيب المويزري على ثمانية أصوات.
مواقف ضد إيران
وهناك مواقف بارزة عرفت عن مرزوق الغانم بصفته رئيسًا لوفد الكويت في مؤتمر البرلمانات الإسلامية الذي انعقد في بغداد بداية 2016؛ بعد اعتراضه على ما جاء في كلمة رئيس الشورى الإيراني علي لاريجاني في ما يتعلق بالمملكة العربية السعودية أثناء المؤتمر.
وشدد على أن غياب السعودية عن أروقة المؤتمر بوفدها لا يعطيه الحق في التهجم عليها والتدخل في الشؤون الداخلية الخاصة بها، معلنًا أنه بصفته الشخصية ووفد الكويت يمثلان الرياض في ذاك الاجتماع.