قال الكاتب جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة «المصريون» إن الدول العربية أضاعت فرصة تولي رئاسة «اليونسكو»، المؤسسة الثقافية الدولية الأكثر أهمية على الإطلاق، بعد إصرار دولتان عربيتان على الدفع بمرشح لكل منهما.
وأشار رئيس تحرير صحيفة في مقال له تحت عنوان «لماذا تقدمت قطر وتأخرت مصر في اليونسكو؟»: «أن مجموع ما حصل عليه العرب، مرشحا مصر وقطر هو 30 صوتا ، وهي كافية لحسم المقعد لو كانت لمرشح واحد، ولكن تمزق الإرادات السياسية، حرم الاثنين من الوصول إلى اليونسكو، وغالبا لن تكون الجولات التالية لصالح أي منهما إلا بمعجزة»
وأضاف :«الأمر تكرر من قبل عندما ترشح كل من الشاعر السعودي الراحل الكبير غازي القصيبي أمام المرشح المصري الدكتور إسماعيل سراج الدين ، فضاعت الفرصة من الاثنين ، غير أن الأجواء الآن أكثر احتقانا نظرا للخلاف السياسي العنيف بين القاهرة والدوحة ، وهو خلاف ممتد للخليج كله تقريبا ، ولذلك من الصعب تصور أن يتنازل الكواري أو مشيرة»
ووصف إدارة مصر للمعركة بالـ«غشومية سياسية وديبلوماسية»، مضيفا:« كان هناك ابتهاج زائد بتنازل العراق لمصر وهو لاقيمة له لأن العراق حاليا لا يملك أي ثقل على المستوى العالمي، كما أن الديبلوماسية المصرية استخفت كثيرا بقدرات المرشح القطري، وما زال الإعلام المصري حتى الآن يحكي خرافات عن قطر ومرشحها»
وأفاد: «المرشح القطري يملك سجلا قويا على المستوى الشخصي، وهو ـ بالمناسبة ـ مصري الثقافة والهوى ، وكانت له صداقات قوية مع رموز ثقافية مصرية كبيرة على مدار أربعين عاما تقريبا وهو «درعمي» خريج كلية دار العلوم جامعة القاهرة ، وزوجته مصرية، ثم حصل على الماجستير من السوربون في فرنسا ثم الدكتوراة من جامعة (ستوني بروك) في نيويورك ، وتولى وزارة الثقافة في بلاده ثم عمل مندوبا لها في الأمم المتحدة وكان نائبا لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ، كما عمل في اليونسكو أيضا سنوات ، كما كان سفيرا لبلاده في عدد كبير من الدول العربية والأوربية والأمريكية وفي أمريكا الجنوبية مما ساعده على بناء شبكة علاقات عامة قوية ، وهو يتحدث بعدد من اللغات العالمية ، فهو ليس شخصا هامشيا أو مغمورا كما يحاول أن يصوره قطاع من الإعلام المصري الآن»
وأكد «سلطان» في مقاله أن « مصر لم تحسن اختيار مرشحها، مع كامل الاحترام للسيدة مشيرة خطاب، فلم يكن لها صلة قوية بعالم الثقافة والتعليم والتنمية ، ووضح أنها مرشحة «الدولة العميقة» المصرية وليست مرشحة الثقافة المصرية أو العربية، إضافة إلى أنها لم تبذل أي جهد يذكر لتحسين صورة مصر المهترئة الآن عالميا في مجال حقوق الإنسان، وخاصة ما يتعلق بقطاع الثقافة ، فهناك مكتبات يتم غلقها بقرارات سياسية ومثقفون تتم مطاردتهم وسجنهم ومجتمع مدني يتم سحقه بلا رحمة وبلا استجابة للملاحظات الدولية بشأنه».