شبكة رصد الإخبارية

أربع نقاط تشرح الفارق بين استفتاءي الانفصال لـ«كتالونيا وكردستان»

مؤيدون لانفصال إقليمي كردستان وكتالونيا

تزامن إجراء استفتاء إقليم كتالونيا، التابع للدولة الإسبانية، مع صراع شهده إقليم كردستان في العراق، إثر استفتاء مشابه، استندا إلى «حق تقرير المصير» في محاولات انفصالهما عن الدولتين التابعين لها.

وعلى الرغم من المطالب المتشابهة لدى الإقليمين، والتي تتمثل في إعلان دولة مستقلة للأكراد في أربيل، والكتالونيين في كتالونيا، إلا ان فوارق عديدة بين الاستفتاءين، تمثلت في موقع الإقليم وأهميته، وعلاقته بالدولة وتاريخه، وأخيرا تعامل الحكومتين مع قرارات الانفصال في الحالتين.

 

  • موقع الإقليم وتأثيره على الانفصال

امتلك الكتالونيين علما خاصا بهم ونشيد وطني لإقليمهم، ولغة خاصة مع الإسبانية

موقع الإقليمين، وحدودهما، يؤثران بشكل قاطع في عملية الانفصال، التي يحاول كلا الإقليمين، الوصول إليها، ففي الوقت الذي تعوق حدود كردستان، استكمال الانفصال، يتمتع إقليم كتالونيا بحدود مفتوحة ومستقلة.

يقع الإقليم شمال شرق إسبانيا، من سبعة عشر مناطق حكم ذاتي في إسبانيا، وعاصمتها هي مدينة برشلونة، وتنقسم المنطقة إلى أربع مقاطعات: برشلونة، جرندة، لاردة وطراغونة، ويحده من الشمال فرنسا وأندورا، ومن الجنوب منطقة بلنسية، ومن الشرق البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب منطقة أراغون.

وتتميز الحدود الكتالونية بأنها حدود مفتوحة على البحر المتوسط، ما يجعل قطع الإمدادات وفرض حظر عليها غير ممكن، بالإضافة إلى حدودها مع فرنسا، والتي لم تتدخل مطلقا في الأزمة داخل الدولة الإسبانية، على عكس إيران وتركيا بالنسبة لإقليم كردستان.

خريطة كتالونيا

أما بالنسة لإقليم كردستان، فهو إقليم عراقي يقع شمال البلاد ويتمتع بحكم ذاتي، تحده إيران من الشرق وتركيا في الشمال، وسوريا إلى الغرب وبقية مناطق العراق إلى الجنوب، أي أن الإقليم محاصر من جميع الاتجهات منها ثلاث دول رافضة للانفصال وهي العراق وتركيا وإيران، كما أن الصراع في سوريا لا يسمح بفتح حدود جديدة تجعل أكراد سوريا ينضمون لحلم الدولة المستقلة.

موقع إقليم كردستان، جعل من السهولة السيطرة عليها وعلى منافذها، فبدأت الإجراءات التركية والإيرانية، بغلق المعابر الأربعة الوحيدة الخاصة بالإقليم والمطلة على الدولتين، ما شدد الخناق على أربيل.

مناطق الاكراد في سوريا والعراق وإيران وتركيا
  • اقتصاد الإقليمين

يهيمن على اقتصاد إقليم كردستان قطاعات الزراعة والنفط والصناعة والسياحة، إلا أن قطاع النفط هو شريان الحياة للإقليم ومصدر الدخل الأساسي له.

ومن أسوأ ما يواجه الإقليم في تحديات الانفصال، هو أن خط النفط الوحيد لأربيل يمتد في المناطق الكردية وصولا إلى ميناء جيهان في تركيا، ما يعني أن أنقرة هي المتحكم الرئيسي في مصدر الدخل الاساسي للإقليم، وهو ما دعاها إلى التلويح باستخدامه كورقة ضغط على أربيل للعدول عن الاستفتاء.

أما إقليم كتالونيا، فيتمتع باقتصاد ضخم ومتنوع، بل يعادل دخله  ٢٠٪ من الناتج القومي الإجمالي لإسبانيا، ويبلغ حجم إيرادتها 215.6 مليار يورو ، والذي يمثل اقتصاد أكبر من اقتصاد بلدان كاملة.

ويقوم الإقليم بتحويل مبالغ مالية إلى الحكومة المركزية الإسبانية تفوق الـ ٢٠ مليار يورو سنويًا، وهي الضريبة التي تفرضها الحكومة الإسبانية على الإقليم والمقدرة بـ 10% من الناتج المحلي، ما يشير إلى أن كتالونيا قادرة اقتصاديا القيام بذاتها كدولة مستقلة.

أنابيب نقل البترول في إقلليم كردستان
  • مواجهة الحكومات للاستفتاء

يعكس قدرات الإقليمين، شكل التعامل الذي استخدمته كلا من حكومة بغداد، ومدريد تجاه استفتاء أقاليمهما، فلجأت إسبانيا إلى العنف والمواجهات في منع الاستفتاء، وقبل إجراءه انتشرت أمنيا في كافة المناطقة المعدة لإجراء الاقتراع، وفي صبيحة يوم الاستفتاء، حدث اشتباكان بين الأمن ومؤيدي الانفصال، وقامت القوات بالتحفظ على عدد من صناديق الاقتراع، فالحكومة الإسبانية تعلم جيدا أنه من الصعب السيطرة على الإقليم وفق إجراءات اقتصادية كما حدث في كردستان.

على النقيض، اكتفت حكومة بغداد بتحذير الإقليم من إجراءه للاستفتاء، ثم بدأت باتخاذ إجراءات عقابية بعد الانتهاء منه، فطالبت بتسليم المطارات، وفي سبيل ذلك ألغت جميع الرحلات من وإلى الإقليم مما فرض عزلة على أربيل، دعته مؤخرا للدخول في حوار مع بغداد.

كما أن قوات البشمركة تمثل نقطة قوى للإقليم، يجعل التدخل العسكري في أربيل له عواقب وخيمة.

الشرطة تستخدم القوة في منع استفتاء كتالونيا
  • تاريخ الإقليمين

إقليم كردستان كان دوما جزءا من الاراضي العراقية، وبدأ حكما ذاتيا في عام 1970 في أعقاب اتفاق الحكم الذاتي بين الحكومة العراقية وقادة المجتمع الكردي العراقي، وأصبحت أربيل عاصمة للكيان الجديد الذي وضع في شمال العراق

ولا يسعى الإقليم فقط للانفصال وتكوين دولة مستقلة له، بل استكمال الحلم الكردي وضم قطاعات أخرى خارج حدود الإقليم، وهو ما يفسر الشغوط الدولية المفروضة عليه من جانب إيران وتركيا.

أما كتالونيا، فوضعها مختلف تماما، فدعواتها جاءت للرجوع لما قبل 500 عام ، عندما أصبحت كتالونيا جزءًا من المملكة الإسبانية، بزواج الملكين الكاثوليكيين إيزابيل ملكة قشتالة، وفرديناند ملك أراغون، إلى أن امتلكت الحكم الذاتي في 1979.

مظاهرات اقليم كتالونيا


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023