فى زمن أصبحت فيه الوطنية تُهمة تُوجب العقاب …
والدفاع عن الحُريات جريمة تستاهل المُسألة والحساب..
والاستمساك بحق الدفاع المُقدس خُروج على كُل صواب…
والتصدى للعدو الصُهيونى نشاط يستوى مع التخريب والخراب…
فقد صار إلتزاماً على الأحزاب والنقابات والمؤسسات – بل صارت فريضة على كل مواطن
بذل المزيد من النضال لفضح تلك الصورة المقلوبة وصولا إلى الكشف عن المتهمين الحقيقين
الذين انفصلوا عن الوطن ، بل صار لزاماً علينا جميعاً تصحيح مسار هذا الزمن …!!!
فبالأمس القريب كان الحاكم الراحل يطارد شعبه قمعا وعسفا وقهرا واستبدادا … ولكن وقف
الشرفاء من أبناء مصر .. وقفة صلبة فى مواجهة سياسات التفريط فى الحقوق .. وانتهاك الحريات .. والخضوع للانتهاك الإسرائيلى .. وإخماد صوت الأحرار ..
وأسفر كل ذلك عن سقوط الجلادين .. وبقى شعب مصر العملاق ، فقد علمنا التاريخ أنه
( مهما غابت شمس الحرية فلابد لها أن تشرُق …..
ومهما إمتد الليلُ ودُجاه فلابد للصباح أن يعوُد …..)
إن الماضى هو جُزء من تاريخنا فهل نملُك منهُ فراراً .. وإذا كان الماضى جُزءاً من حركة حياتنا فكيف نعرض عنه ونوليه إدبارا .
وماذا بعد أن نسدل عل الماضى أستارا ونقيم حوله متاريس وأسوارا .. فإن من حق مصر اليوم أن تُحيل ظلام الأمس نوراً ، وأن تحيل ليلُه نهاراً.
وعلى كل البشر جميعا بإختلاف الوانهم واجناسهم أن يُدركوا أن شعب مصر كان ومازال
بركان غضب يتحدى كُل طاغية وجلاد .
فعلى الحكام الجدد مهما كانوا بأن يدرسوا الماضى ويقرأوا صفحاته ليستخلصوا منه العظة والعبرة ..

أحمد ربيع خضر إمام