نشرت مجلة «فورين بوليسي» تقريرا مشتركا أعده كل من دان دي لوس وروبي ميلين، عن ظروف عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسفيرة الأميركية في عمان، وكيف طلب العاهل الأردني الملك عبدالله من الرئيس عزلها.
ويشير التقرير، إلى أن الرئيس ترامب قام بعد توليه منصب الرئاسة بعزل السفيرة بعد شكوى من ملك البلاد، رغم عدم وجود أدلة تظهر أن السفيرة لم تقم بدورها وتسيء تمثيل بلادها.
ويلفت الكاتبان إلى أن إدارة باراك أوباما قد استمعت لشكاوى مماثلة، إلا أن الإدارة تجاهلت المطالب، وأبقت على الدبلوماسية المخضرمة أليس ويلز، في منصبها.
وتنقل المجلة عن مسؤولين حاليين وسابقين، قولهم إن الملك كان على علاقة متوترة مع ويلز؛ بسبب ملاحقة الإدارة ملف اتفاقية مع إيران بشأن برنامجها النووي، حيث كان الملك مثل بقية الحكام في المنطقة متشككا من أي اتفاقية تقوي من موقف إيران الشيعية، بل حاول الملك استبعاد السفيرة من لقاءاته مع الجنرالات والقادة العسكريين الزائرين للمملكة.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول تقاعد قبل فترة، قوله: «لم يحب الملك أليس ويلز منذ البداية»، وأضاف: «حاول إقناع أوباما عزلها، لكنه رفض»، وقال مسؤول بارز عمل في الشرق الأوسط إن السفيرة بدأت عملها في يوليو 2014، وأصبحت الهدف الواضح لعدم رضا الملك من سياسات أوباما ومقامرتها السياسية مع طهران، حيث قال المسؤول: «إن عدم رضاه عن سياستنا تركز عليها».
ويقول الكاتبان إنه بعيدا عن غضب الملك من سياسات أوباما، فإنه كان يعتقد أن أميركا كان يمكنها المساعدة في إنقاذ الطيار الأردني الذي قبض عليه تنظيم الدولة قرب مدينة الرقة في ديسمبر 2014، حيث قال مسؤول بارز: «لقد كان هناك شعور بأن الولايات المتحدة لم تقم بدورها لإنقاذ الطيار»، ولم يشعر الملك «بأننا قدمنا ما يجب علينا تقديمه».
وتذكر المجلة أن زملاء السفيرة السابقة يصفونها بالذكية والموهوبة، وقالوا إن كونها أنثى لم يساعدها في عالم يتسيد فيه الرجال عالم السياسة، مستدركة بأنه مع أن الملك المتعلم في الغرب يعد من الليبراليين في القضايا الاجتماعية، مقارنة مع بقية الدول العربية الأخرى، إلا انه لم يكن مرتاحا للتعامل مع دبلوماسية أمريكية.
وينوه التقرير إلى أن مهمة السفيرة في الأردن تعقدت من ناحية وجود عدد كبير من القادة العسكريين والأمنيين يتعاملون مع قضايا في دول الجوار، خاصة سوريا، مشيرا إلى أنه عادة ما يقلل وجود هؤلاء من تأثير الدبلوماسيين، وعادة ما تمتد مهمة الدبلوماسي لمدة 3 أعوام ومدة أقل في الدول التي تمزقها الحروب، مثل العراق.
ويستدرك الكاتبان بأن ويلز عزلت من مهمتها قبل ثلاثة أشهر من اكتمالها، حيث كانت رسميا ستنهي عملها في يوليو، لكنها رحلت في مارس.
وتنقل المجلة عن دبلوماسيين ذوي خبرة، قولهم إنه من النادر أن يعبر رئيس دولة، أو حكومة، عن عدم الارتياح من سفير أو سفيرة دولة أجنبية، ومن النادر أن تستمع الإدارة لمطالب هذه الدولة، وقال مسؤول دبلوماسي سابق: «ليست سابقة ولكنها غير عادية».
ويورد التقرير نقلا عن مسؤولين، قولهم إن خطوة ترامب هي دليل على محاولة إدارة ترامب تهميش عمل الخارجية، من خلال تهميش كادرها أو إفراغها من مواهبها.
وينقل الكاتبان عن روبرت فورد، قوله إنه غير مطلع على تفاصيل عزل ويلز، لكن الدبلوماسيين كانوا مضطرين لموازنة عملهم، وأضاف: «بصراحة فأنت بحاجة لسفير له علاقة جيدة مع الحكومة المضيفة، وهو أمر مهم للقيام بمهمته»، مشيرا إلى أنه «من المهم أن تقوم الحكومة الأمريكية بدعم السفير، والتأكد من قيامه بتوصيل رسائلها بطريقة مناسبة، وبالنسبة لترامب، المصمم على إلغاء سياسات سلفه، فلم يكن ليتردد لينفذ مطلب الحكومة الأردنية»، وتابع قائلا: «أعتقد أن الأمر كان سهلا بالنسبة لترامب بعدما طلب الملك منه، وقال نعم؛ لأن الأمر متعلق بسياسات أوباما».
وبحسب المجلة، فإن مسؤولا سابقا في إدارة أوباما قال: «من الواضح وجود توتر، لكن الإدارة لم يكن لديها شك في قيام ويلز بمهمتها، وتم الاعتماد على دبلوماسيين ممن لديهم خبرة في الشرق الأوسط».
وتختم «فورين بوليسي» تقريرها بالإشارة إلى أن ويلز حصلت خلال عملها، الذي امتد على مدى 28 عاما، على عدة جوائز، وعملت في إسلام أباد والرياض ونيودلهي ودوشانبة وموسكو، لافتة إلى أنها عملت مساعدة تنفيذية لهيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة خارجية أوباما.
المصدر: عربي21