حالة من الفوضى العارمة تمر بها السكك الحديد المصرية، وسط موجة من الغضب بين المواطنين، بعد حادث قطار الإسكندرية، فأصبح من الطبيعي أن يتأخر القطار 12 ساعة عن موعده، وأن تستغرق رحلة من القاهرة إلي الأسكندرية عشرة ساعات، بدلا من 4 فقط سابقا على أقصى تقدير.
وأعلن المواطنين عن غضبهم من الوضع الذي وصلت إليه سكك حديد مصر، وسط اتهامات من المواطنين أن هذا الوضع متعمد، ضمن مخطط الحكومة لخصخصة السكة الحديد، وأن الهدف من الوضع الحالي هو تهيئة المواطنين لقبول الخصخصة، حتى يعود الانتظام مرة أخرى للقطاع.
فوضى عارمة
وشهدت أغلب محطات مصر تكدسًا شديدًا للركاب على الأرصفة بسبب التأخيرات في مواعيد قيام القطارات التي وصلت لساعات، وسيطرت الفوضى على حركة لقطارات التي توقفت خلال رحلاتها بسبب طلب سائقيها تغيير جراراتها نتيجة وجود أعطال فنية بها، ودفع الأمر قيام بعض الركاب التجمهر على شريط سكة حديد محطة بنها نتيجة تأخر القطارات.
وشهدت محطتا القاهرة والجيزة تكدسًا شديدًا للركاب على الأرصفة بسبب التأخيرات في مواعيد قيام القطارات، وسيطرت حالة من الفوضى على القطارات التي توقفت خلال رحلاتها بسبب طلب سائقيها تغيير جراراتها نتيجة ظهور أعطال فنية بها.
هذه الفوضى الغير مسبوقة والتي يمر بها قطاع السكة الحديد، شارك فيها بشكل كبير سائقي القطارات، الذين رفضوا تحملهم مسؤلية حادث قطار الإسكندرية، ورفضوا أن يقودو القطارات، دون توفير عوامل الأمان للقطارات، بعد أن كانوا يتغاضون عن توفيرها في الماضي، حيث أصبح سائق القطار يرفض قيادة القطار دون التأكد من توافر جميع عوامل الأمان لقيادته، مما تسبب في توقف أغلب القطارات التي تفتقر لهذه العوامل.
اتهام الأخوان
وفي المقابل اتهم نواب في البرلمان سائقي القطارات بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وقال النائب محمد الكوراني، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن «سائقي القطارات الذين يقومون بالإضراب عن العمل منهم من ينتمي لجماعة الإخوان»
وأشار الكوراني، في تصريحات صحفية، أمس السبت إلى أن من يقومون بهذا الإضراب قلة من السائقين، مشيرا إلى أن نقابة السكك الحديدية ترفض الإضراب.
خصخصة السكة الحديد
وفي الوقت الذي تشهد فيه هيئة السكة الحديد فوضى غير مسبوقة، جاء حديث وزير النقل عن خصخصة قطاع السكة الحديد، وتأييد البرلمان له ليؤكد خطة النظام للخصخصة، ويثير غضب الأحزاب المؤيدة للنظام نفسها، والتي جاء اتجاه النظام لخصخصة السكة الحديد مفاجئ لها.
من جانبه، رفض عاطف المغاوري، القيادي بحزب التجمع، الحديث عن الخصخصة بكل صورها، مطالبًا بوقف نزيف المرفق من جانب الحكومة والموظفين والعاملين، الذين يتعاملون على أنها غنيمة.
وأشار، في تصريح نقلة موقع «البوابة نيوز» إلى أن أخطبوط الفساد يلتهم هيئة السكة الحديد، ويحبط أي محاولة إصلاح.
وأوضح أن هناك أمثلة كثيرة أبسطها منح الميداليات المجانية حتى تشمل أعلى درجات المرفق، وهناك العديد من صور الإهمال لهذه المؤسسة العريقة، منها خردة تشكل 4 مليارات جنيه ولا يضعها أحد في الحسبان.
فيما صرح محمد بدراوي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحركة الوطنية، أن وزير النقل هو أول من اقترح دخول القطاع الخاص مع القطاع العام في هيئة السكة الحديد، مشيرًا إلى أنه في الأصل لا يجوز ذلك وفقًا للقانون، لأن الهيئة من حق القطاع العام من الأساس.
وشدد بدراوي، في تصريح صحفي، على رفضه للخصخصة، لافتًا إلى أن وزارة النقل تنازلت من قبل عن إدارة الطرق للإدارة الهندسية للقوات المسلحة، والآن تبحث عن إدارة خاصة لهيئة السكة الحديدية، متسائلًا هل مشكلة الوزارة في الإدارة؟ ومطالبًا الوزير إذا كان غير قادر على إدارتها بتقديم استقالته فورًا.
وتابع، أنه إذا كانت الأزمة في تمويل هذا المرفق، فهناك القروض البنكية أو السير علي نفس نهج وزير الكهرباء، في حل أزمة شركة الكهرباء، التي استعان فيها بشركات أجنبية تكلفت الإنشاء وتكلفت الوزارة بالسداد من التحصيل، موضحًا أنه إذا سرنا على نهج خصخصة القطاع العام، واتخذنا هذا المبدأ، لنخصص إذًا المستشفيات الحكومية وشركات المياه وكل المرافق الحكومية، وتترك الحكومة دورها ليقوم به القطاع الخاص.