أعرب أهالي الفيوم عن استيائهم من حركة التنقلات الأخيرة, والتي أدت إلى بقاء عدد من الضباط بمواقع ذات أهمية بالغة وحساسة لا تتناسب وضعف أدائهم خلال عامين من الثورة.
ورغم تفاؤل قطاع كبير من المثقفين بتلك الأخبار التي تواردت عن اللواء. سعد زغلول بقوة أدائه بإدارة تنفيذ الأحكام خلال الشهور الماضية وخاصة بعد إقصاء المدير السابق, الذي اتهمته كل القوى السياسية بالتباطؤ في عودة الأمن إلى الشارع الفيومي إلا إن حالة الاستياء التي يرصدها التقرير تختص بشكل أساسي بانطباع غير جيد عن أداء كل مرؤوسي هذا المدير الجديد من ضباط لم يقدموا شيئا لحفظ الأمن بعد الثورة.
حركة تنقلات مخيبة للآمال
يرى محيي محمد عجمي ـ مدير إدارة شباب إبشواي ـ أن حركة التنقلات جاءت مخيبة لآمال الكثيرين من أبناء الفيوم, ويقول على سبيل المثال: أنا أحد ضحايا أحد رؤساء المباحث الذين تم نقلهم فقط بنفس الرتبة إلى مركز آخر وهو الرائد م. ع – رئيس مباحث أبشواي سابقا وسنورس حاليا- فقد تعدى علي في مكتبي بمركز إبشواي شخص يدعى علاء السيد محمود جاب الله ـ رئيس مجلس إدارة مركز شباب إبشواي وشهرته «علاء العمدة» – بالسب وتهجم علي داخل مكتبي, مما دفعني للتوجه إلى مركز الشرطة لتحرير محضر ضده, ولكنني فوجئت برئيس المباحث يحاول إثنائي عن تحرير المحضر مستخدما أسلوب التهديد معي, وجذبي من قميصي بكل حدة وأنا سني مثل سن والده على الأقل, وحين سألته: لماذا تدافع عنه بتلك الاستماتة؟ قال: "بيساعدني في موضوع البلطجية", مما جعلني أغادر المركز, وأتوجه لمديرية الأمن, وتم تحرير محضر ضده, ولكن دون أي جدوى حتى وقتنا هذا, وكنت على أمل أن تأتي حركة التنقلات؛ لتعطي كل ذي حق حقه.
تقصير في مواجهة بؤر الإجرام
ويضيف خميس عبد الله – طالب جامعي – العديد من البؤر الإجرامية المعروفة لدى الجهاز الأمني لم يتم التعامل معها من قبل هؤلاء الضباط خلال أكثر من عام ونصف بعد الثورة, ولا نجد من يتحرك بجدية لمداهمة تلك البؤر والقضاء عليها مثل: عصابات مركز يوسف الصديق, فتلك العصابات مقرها يوسف الصديق, ولكنها منتشرة على مستوى الجمهورية وتمثل خطرا ليس على الفيوم فقط, بل على جميع محافظات الجمهورية, ومع ذلك نجد تواطؤا شديدا من قبل الأمن لا ندري ما السبب؟ وكذلك بؤر السرقة بالعجمين وبندر الفيوم وسنورس وطامية, وجميعها معروفة لدى الأجهزة الأمنية, مما جعل الأهالي يستنكرون حركة التنقلات التي لم تأت بجديد على مستوى الأفراد ولا على مستوى الإنجازات.
البلطجية بلا رادع
ويبقى الحال الأمني بمعظم مراكز المحافظة ليس على ما يرام, فتجد في كل قرية وكل عزبة عددا من البلطجية لا يجدون لهم رادعا, ويمارسون أعمال الشغب والبلطجة في وضح النهار دون رقيب ولا حسيب, فعلى سبيل المثال في قرية سنرو يقوم المدعو محمد مصطفى السيد الشيخ بممارسة كافة أنواع البلطجة وترويع الأهالي وقطع الطرق ويسير في الشوارع ليلا ونهارا, مشهرا بندقيته الآلي, ويقوم بجمع إتاوة من السائقين, مما يجعل أهالي القرية يتزاجرون, ويطالبون بوضع حد لهذه المهزلة؛ كي ينعموا بالأمان في بيوتهم.
فشل في ضبط المتهمين
ويستنكر شعبان محمد عبد الله ـ أحد أبناء عزبة المحارقة – قائلا: "حركة التنقلات التي أسفرت عن الإبقاء على محمود عبد الحميد – رئيس مباحث إبشواي- رئيس مباحث كما هو ولكن لمركز آخر ألا وهو مركز «سنورس», قائلا: هل يعقل أن يكافئ بفشله في ضبط وإحضار متهمين صادر بحقهم أمر بالضبط, ناهيك عن التواطؤ الشديد أثناء المعاينة عقب الحادث, وبدلا من أن يتم محاسبته بتهمة التقصير في أداء واجبه يتم نقله وفي ذات المهمة التي أسندت إليه من قبل وقصر فيها وتواطؤ وأسهم بشكل كبير في ضياع حقوق لم تأت حتى الآن؟.
لا نعترف بالتنقلات
ويتساءل عبد الله محمد ـ أحد أهالي عزبة «المحارقة»-: لماذا كل هذا التقاعس وقد مر 38 يوما على أمر الضبط والإحضار؟!, وهل هذا التقاعس جزء من ضعف الأداء الأمني؟, أم هذا التقاعس له صلة بكون أحد رموز الحزب الوطني وقياداته الكبرى بالفيوم ضمن المطلوبين؟, أم لأن عددا من ضباط الشرطة تربطهم قرابة وعلاقات مصاهرة بهؤلاء المطلوبين؟, موجها سؤاله للقيادات الأمنية بالمحافظة: متى ستجيبوننا على الأقل عن تلك الأسئلة؟, مستنكرا في الوقت ذاته الإبقاء على رؤساء المباحث في أماكنهم, وإن كان حدثت حركة تنقلات لا نعترف بها.
