أفادت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك سيبلغان وزير الدفاع الأمريكي "ليون بانيتا" أن أحداً لن يستطيع أن يمنع إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية لإيران وأنها الوحيدة صاحبة هذا القرار خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن أمنها.
ومن المقرر أن تنقل تلك الرسالة إلى الإدارة الأمريكية خلال الاجتماع الذي سيجمع بين كل من نتنياهو وباراك وبانيتا ويتناول اللقاء أيضًا الأسلحة السورية ونقلها إلى لبنان من عدمه.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح نتنياهو أمس (الثلاثاء) بأنه الوحيد القادر على إتخاذ قرار مهاجمة إيران لأنه قرار سياسي خاصة بعدما انتشرت في الآوانة الأخيرة معارضة الجانب العسكري لفكرة ضرب إيران.
ووفقًا لـ"هآرتس" فإن النقاش بين "إسرائيل" والولايات المتحدة يدور حول مسألة الهجوم ضد إيران وتحديدًا موعد وتوقيت هذا الهجوم، مع تأكيد من الجانب الأمريكي على الالتزام بأمن "إسرائيل" من جهة، وأن ضربة أمريكية لإيران ستكون ذات نتائج أفضل في دفع إيران إلى التنازل عن تطلعاتها الذرية مع إبراز مرحلي للنتائج الإيجابية للعقوبات الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة ضد إيران، مما قد يحول دون الحاجة لاستعمال الخيار العسكري، مع أن هذا الخيار يبقى مطروحًا على الطاولة.
وإلى جانب النقاش المعلن الدائر بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، فإن الولايات المتحدة سعت مؤخرًا بشكل لم يسبق له مثيل على اعتماد تسريب الأخبار حول الخطط الأمريكية لضرب إيران التي عرضتها الولايات المتحدة على نتنياهو، وهو التقرير الذي نشرته صحيفة "هآرتس" والتقارير التي نشرت في "يديعوت أحرونوت" عن نية الولايات المتحدة توجيه الضرب لإيران بعد عام ونصف، والكشف عن القنابل الخارقة للتحصينات.
وتهدف الولايات المتحدة من وراء هذه الحملة ، حسب "هآرتس"، إلى التأكيد على عزمها توجيه ضربة لإيران ولكن ليس في التوقيت الحالي، وذلك سعيًا لتأخير ومنع قيام "إسرائيل" بتوجيه مثل هذه الضربة قبل موعد الانتخابات الأمريكية في شهر نوفمبر القادم.
وفي ذات الشأن قال رئيس المعارضة "شاؤول موفاز" إن التصريحات التي أدلى بها أمس نتنياهو حول القضية الإيرانية تدل على أنه فقد الثقة بالنفس وأن ضائقة عميقة تعتريه بسبب الأزمة الاجتماعية السائدة في "إسرائيل" والعقوبات الاقتصادية التي قرر فرضها على الجمهور.
واعتبر موفاز في سياق مقابلة إذاعية صباح اليوم أن نتنياهو أدرك أنه يواجه مشكلة مع الجمهور الذين يؤدون الخدمة العسكرية بعد أن فضل دعم المتهربين من هذه الخدمة، موضحاً أنه يحاول استعادة بعض هيبته من خلال إطلاق تصريحات بديهية.
ويذكر أن نتنياهو قال في سياق مقابلة تلفزيونية أن المستوى السياسي هو صاحب القرار بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران من عدمه بينما يتعين على المستوى العسكري تنفيذ هذا القرار.
وأوضح موفاز أنه ما زال يتمسك بموقفه القائل أن الخيار العسكري يجب أن يكون الخيار الأخير، داعيًا إلى إفساح المجال أمام العقوبات الدولية لتؤثر على إيران.